للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المرأة تطلب الحرية وتلج في طلبها، ولكن الحياة تنتهي بها إلى يقينٍ لاشك فيه، هو أن ألطف أنواع حريتها في ألطف أنواع استعبادها

حتى في خيالي أرى لك هيئة الآمر الناهي أيها القاسي. لا أحب منك هذا، ولكن لا يعجبني منك إلا هذا. . .!

ويزيدك رفعةً في عيني أنك لم تحاول قط أن تزيد رفعة في عيني

فالمرأة لا تحب الرجل الذي يعمل على أن يلفتها دائماً ليرفع من شأنه عندها

إن الطبيعة قد جعلت الأنوثة في الإنسان هي التي تلفت إلى نفسها بالتصنع والتزيد، وعرض ما فيها وتكلف ما ليس فيها؛ فإن يصنع الرجل صنيعها فما هو في شيء إلا تزيين احتقاره!

التزيد في الأنوثة زيادة في الأنثى عند الرجل، ولكن التزيد في الرجولة نقص في الرجل عند الأنثى!

ارفع صوتك بكلماتي تسمع فيها اثنين: صوتك وقلبي ليست هي كلماتي لديك أكثر مما هي أعمالك لدي وليس هو حبي لك أكبر مما هو ظلمك لي!

ما أشد تعسي إذا كنت أخاطب منك نائماً يسمع أحلامه ولا يسمعني!

ما أتعس من تبكيه الحياة بكائها المفاجئ على ميت لا يرجع، أو بكائها المألوف على حبيب لا ينال!

ولكن فلأصبر ولأصبر على الأيام التي لا طعم لها، لأن فيها الحبيب الذي لا وفاء له!

إن المصاب بالعمى اللوني يرى الأحمر أخضر، والمصاب بعمى الحب يرى الشخص القفر كله أزهار

عمى مركب أن تكون أزهاراً من الأوهام ولها مع ذلك رائحة تعبق

وعمى في الزمن أيضاً أن ينظر إلى الساعة الأولى من ساعة الحب، فيرى الأيام كلها في حكم هذه الساعة

وعمى في الدم، أن يشعر بالحبيب يوماً فلا يزال من بعدها يحي خياله ويغذيه أكثر مما يحي جسم صاحبه

وعمى في العقل، أن يجعل وجه إنسان واحد كوجه النهار على الدنيا، تظهر الأشياء في

<<  <  ج:
ص:  >  >>