رأينا، ترجمة ضافية؛ ويذيلها بنبذ عديدة من أقوال شيوخ العصر وأعلامه في مديحه والإشادة بغزير علمه، والتنويه بنبوءة مركز الرياسة والزعامة في علم الحديث، ومنها ما خصه به بعض خصومه كالبقاعي قبل أن تنشب بينهما الخصومة، ثم يتبع ذلك بإيراد بعض القريض الذي قيل في مديحه وتقديره. وقد كان كتاب (الضوء اللامع) حادثاً أدبياً عظيماً؛ تردد في كثير من مواطنه أصداء تلك المعارك الأدبية الشهيرة التي نشبت مدى حين بين السخاوي وبين بعض أقرانه وتلاميذه ولا سيما البقاعي والسيوطي؛ واتخذت صوراً من العنف لم تعرفها الآداب العربية من قبل؛ وأستمر صداها يدوي مدى حين بعد وفاة السخاوي وخصومه، وكانت من أهم وأغرب الحوادث الأدبية في هذا العصر. وكتب السخاوي إلى جانب الضوء اللامع كتباً أخرى في التراجم منها حسبما يذكر كتاب (الشافي من الألم في وفيات الأمم) وهو ثبت لوفيات الأعيان في القرنين الثامن والتاسع مرتب حسب السنين، وعدة تراجم مطولة لبعض الأئمة؛ بيد أنه لم يصلنا من هذه الكتب سوى ترجمة شيخه ابن حجر في مجلد ضخم أسماه (كتاب الجوهر والدرر)، وقد حصلت دار الكتب أخيراً على نسخة فوتوغرافية لهذا الكتاب، وفي خاتمته ما يفيد أن السخاوي كتبه في مكة سنة ٨٧١هـ؛ وفيه يتحدث بإفاضة عن نشأة أبن حجر، وتربيته، وصفاته، ومواهبه، وعن حلقاته ودروسه وتصانيفه، ثم يورد مختاراته من كلامه وفتاويه، وما قيل في رثائه من نثر ونظم
وهناك عدة مؤلفات تاريخية أخرى يذكر السخاوي أنه كتبها، ولكنها لم تصل إلينا مثل (التاريخ المحيط) الذي يشغل ثلاثمائة رزمة، وتاريخ المدنيين، وتلخيص تاريخ اليمن، ومنتقى تاريخ مكة، ثم طائفة أخرى منوعة منها: ختم السيرة النبوية لأبن هشام، القول النافع في بيان المساجد والجوامع، القول التام في فضل الرمي بالسهام، عمدة المحتج في حكم الشطرنج، الكنز المدخر في فتأوي شيخه أبن حجر، القول البديع في الصلاة على الحبيب الشفيع؛ ومن هذا الأخير نسخة بدار الكتب
ونجد أخيراً في تراث السخاوي أثرين من نوع خاص ولهما أهمية خاصة، وقد انتهى كلاهما إلينا؛ أولهما كتاب (تحفة الأحباب، وبغية الطلاب، في الخطط والمزارات والبقاع المباركات) وهو دليل لخطط المشاهد والمزارات والبقاع المقدسة، ولا سيما مصر القاهرة؛