للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المدرسة والاشتراك مع موظفيها في العمل، وبغير ذلك لا تقبل الأطفال. وفي إنجلترا قد بذلت جهود كبيرة في السنوات العشر الماضية للتوحيد بين هذين العاملين: المدرسة والمنزل، وتوثيق عرى الرابطة بينهما. ولقد نجحت هذه المجهودات وأصبح الآباء يعنون بأمور التعليم، يسترشدون برأي المدرسة، ويستعيرون من مكتبتها إذا شاءوا، ويدعون للمجتمعات الموسيقية والتمثيلية والرياضية لكي يروا أبنائهم يغنون أو يمثلون أو يلعبون، ويشاهدوهم كرجال يقومون خير القيام بكثير من الأعمال من إدارة مطعم، وتنظيف فصول، وتنظيم حديقة، ومراقبة ألعاب رياضية، وإدارة مكتبات، وتوزيع الأدوات وجمعها بعد الانتهاء منها، وإصلاح كل ما يحتاج إلى الإصلاح في المدرسة. فالطفل عضو عامل في المدرسة يعوّد من صغره الاعتماد على نفسه، والاستعداد للحياة العملية العالمية باشتراكه مع رفقائه في الفصل والمعمل والمصنع والمحفل والملعب الرياضي

وفي المنزل يجد الطفل الإنجليزي مدرسة أخرى صغيرة؛ فالبيئة علمية، والجو علمي؛ أم تعلمه، وأب يرشده، وخادمه تقرأ له. فالكل يفكر فيه صباحاً ومساءً. في الصباح يأتي الطفل إلى أمه بالصحيفة اليومية فتقرأ له الجزء الخاص به من الصحيفة عن الفيل والنمر مثلاً، فيعرف ما تم من أمرهما. ثم تقطع له هذا الجزء فيضعه بين كتبه الخاصة، في حجرته الخاصة بكتبه ولعبه، وفي الساعة السابعة مساءً يتناول كوباً من اللبن أو فنجاناً من المرق بعد الاستحمام، ثم تأخذه إلى فراشه، وتقرأ له بعض الحكايات السارة، وتنشده شعر الطفولة، وتغني له بعض الأغاني بصوت هاديّ جميل حتى ينام، فتتركه إلى الصباح

وترحب المدرسة الإنجليزية بالآباء، وتريهم الأعمال التي يقوم بها أولادهم فيها، وتعمل على إيجاد روح التعاون بينها وبين المنزل

والمدرس الحازم يستطيع أن يساعد الآباء في معرفة أن الحياة لا تقصد طفلاً واحداً، أو أسرة واحدة، أو مدرسة واحدة ليس غير، بل تقصد المجتمع الذي ينسب إليه الفرد، والذي يجب أن يقوم الكل بواجبه نحوه؛ حتى نزول الأثرة التي تظهر في بعض الآباء الذين لا يفكرون إلا في أبنائهم وبناتهم. فالمدرسة تستطيع بمعاضدة المنزل أن تقوم بجلائل الأعمال نحو الأخلاق والإنسانية وتحسين المستوى الصحي والاجتماعي والعلمي والخلقي. ولسنا في حاجة إلى تكرار القول بأن التعاون بين المدرسة والمنزل هو الوسيلة الوحيدة لنجاح

<<  <  ج:
ص:  >  >>