ونظر هرقل إلى القبة الهائلة نظرة تفيض كبرياء وقال:(أنا أحمل عنك هذه القبة يا أبتاه، حتى تعود بالتفاحات!!)
وما كاد يتم كلمته، حتى تقدم فركز كتفيه تحت السماء، وانطلق أطلس لأول مرة منذ أحقاب وأدهار، يمتّع نفسه بمشية حرة طليقة في حدائق الأرض الغنّاء!!
وغبرت أيام. . .
ثم ذكر تفاحات هسبريا، فذهب إلى حدائق الهسبريد، واقتحم الأسوار، وانقض على التنين لا دون فزلزلت الأرض تحتهما، ولم يدعه يفلت، برغم مرونته في الوثب وسرعته في الالتفاف، حتى خرّ صريعاً
ومد يده إلى الأيكة الذاهبة في السماء فتناول التفاحات المتلألئة الوضاءة، وعاد يزهو ويختال إلى حيث هرقل المجهود المتعب
وما كاد أطلس يلمح الحمل الثقيل الذي يؤود هرقل، حتى ذكر الأدهار السحيقة التي لبث يتململ طوالها تحت عبئه؛ فارتعدت فرائصه لمجرد فكرة العود إلى حمله الشاق. . . وبدا له أن يدع هرقل ويمضي. . . ولكن هرقل المتعب فطن إلى ما وقر في قلب أطلس؛ فناداه:(أبتاه! لعمري أن حملك لأخف من الهواء؛ ولعمري أنني لأستطيع أن أصمد له إلى نهاية الأبد!)
وبهت أطلس وقال:(إذن لتمض في حملك مادام يسرك!)
فأجاب هرقل:(ليس أيسر من هذا! ولكن هل تسمح فتحمل مكاني برهة حتى أضع حوّية فوق كتفيّ، فإني أشعر بنتوء في أديم السماء!!)
وقبل أطلس المغفّل، فنثر التفاحات من يده على الكلأ الأخضر، وتقدم فحل محل هرقل!!
والتقط صاحبنا التفاحات، وانطلق لا يلوى على شيء!!
وبعد رحلة طويلة مضنية، دخل على يوريذوس بالقُتْية الغالية التي خلبت لب فتاته أدميت؛ وخرت مغشياً عليها حين وقع بصرها عليها