تعالى للنساء، ومعنى لا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن أي بولد ملقوط ينسبنه إلى الزوج فإن الأم إذا وضعت الولد سقط بين يديها ورجليها
وقد تابع بعض المؤرخين في دعوى أن الرسول اجتمع ببحيرا الراهب في بُصرى (ص٧٦) وأنه عليه السلام اتصل في رحلته الثانية إلى الشام (بنصرانية الشام وتحدث إلى رهبانها وأحبارها وتحدث إليه الراهب نسطور وسمع منه)، وهذه الرواية في اجتماع الرسول ببحيرا ونسطور لا تستند إلى أصل تاريخي صحيح، ولذلك أوردها ابن كثير في البداية والنهاية بصيغة الشك فقال:(زعموا) ولم يرد ذكر لبحيرا في كتب السريان؛ ومعنى بحيرا بالآرامية (المختار)، والذي يعنينا أن بحيرا اختلف الناس فيه: ومن قائل على ما في الروض الأنف أنه كان حبراً من يهود تيماء، ومن قائل على ما ورد في المسعودي أنه كان من عبد القيس واسمه سرجيس؛ وفي سيرة ابن هشام أن بحيرا كان إليه علم أهل النصرانية؛ ويقول ابن الجوزي في عيون التاريخ والسير إن أبا طالب لما ارتحل بالرسول تاجراً قَبِل الشام نزل تيماء فرآه حبر من اليهود، ويقال إنه بحيرا الراهب، فقال: من هذا الغلام معك؟ قال: هو ابن أخي، قال: أشفيق عليه أنت؟ قال: نعم، قال: فو الله لئن قدمت به الشام ليقتلنه اليهود. ويقول ابن كثير إن الذي يظهر من سياق قصة الراهب أنه كان راهباً نصرانياً. ويقول الزهري إنه كان حبراً من أحبار اليهود. واختلفوا في عمر الرسول يومئذ، منهم من قال إنه كان في الرحلة الأولى ابن سبع سنين، ومنهم من ادعى أنه كان لبن اثنتي عشرة سنة لما وافى بصرى في رواية، أو تيماء في أخرى. ويقول ابن سعد في الطبقات إن بحيرا قال لأبي طالب: احتفظ بهذا الغلام ولا تذهب به إلى الشام، إن اليهود حسد وإني أخشاهم عليه. وتناقض هذه الروايات في دين الراهب بحيرا أكان نصرانياً أم يهودياً، وتناقض الرواية في محل هذا الاجتماع: هل كان في تيماء أو في بصرى من أرض الشام يوقع الشك في أمرها، وكذلك الحال في الرحلة الثانية واجتماع الرسول بنسطور. والجواب لمن يريدون أن يتخذوا من هذه الرواية سنداً ليقولوا إن الرهبان كانوا يعرفون أنه سيظهر من العرب رسول تختم به الرسل ويدعو الناس إلى التوحيد؛ الجواب إن ذلك لا يتعلق به أمر كبير في إثبات نبوة الرسول؛ والجواب على أعداء دين الرسول من أنه أخذ عن هذه الرهابين أن ابن سبع سنين أو اثنتي عشرة وهو عابر سبيل مع أهله