للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحلا في فمه ما مر من الذل، وطاب ما كره من العبودية، وود لو قضى الحياة في ظلال هذا الحب الأول مغموراً برضى الملكة، سعيداً بما أفاء عليه جمالها من هناء ونعيم وبال. ولكن الإلهة لم تقر بهذه السعادة فأرسلت بطلها لمآرب أخرى

زواج هرقل

وطوف هرقل في أقصى الأرض حتى انتهى إلى كاليدون، مملكة أونيوس، ولقي ابنته الناهد الهيفاء تجمع الزهور في خميلة غناء. وكان قلبه قد نهل من خمرة الحب، وكانت عيناه قد ثقفتا نظرات الغزل، وكان لسانه قد انحلت عقدته عن وحي الهوى، فانطلق يلاعب الفتاة ويداعبها، وينمق لها من الورد والرياحين باقات تتكلم بالشذى، وتهتف بالخضرة والحمرة، وتصافح الروح بالعبير الفياح

وأنست ابنته الملك بهرقل واطمأنت إليه، وبثها وبثته، وتشاكيا ما شاء لهما الغرام الروي، والحب الفتي، والدمع المسكوب!

وعلم منها أن أخيلوس، أحد إلهة الأنهار، قد خطبها إلى والدها، وان الملك قد أجابه إلى ما أراد:

(فهل اسعد بان تزيح هذا الكابوس عن قلبي؛)

(وتقف حائلاً بيني وبين الشقاء الذي يتربص بي؛)

(فنكون اهنأ زوجين ينعمان بلذة الحب، ويرفلان)

(في برد السعادة، ويتغنيان مع الطير الحان الهوى)

(والحياة!!. . . . . . . . . . . . . . . . . .)

هكذا بكت ديانيرا إلى هرقل، فهاجت في قلبه نخوة البطولة ونحيزة المغامرة، وأطلقت في كل عظلة من جسمه المكتنز كهرباء الحماسة والاستبسال:

(قري عيناً أيتها الحبيبة، فليس ايسر)

(على هرقل من حرب الإلهة. لقد صرعتهم)

(جميعاً في حفل الأولمب؛ وقد مر بي من المغامرات)

(ما ينخلع من بعضه من قلب أخيلوس. . . . . .)

وستأذن هرقل على الملك، وحيا احسن تحية، ثم طلب يد ديانيرا. . . . وكان أونيوس

<<  <  ج:
ص:  >  >>