للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن زعماء الكتّاب لا يزالون ينتقدون زعماء الكتّاب في مبادئ النحو وبسائط التراكيب!! فليت شعري أأقنط من دراستي أم أستمر؟. . . .)

والآنسة الفاضلة تسمح لي أن أقف هنا في ترجمة كتابها لأعجل بالنصيحة لها أن تستمر، فأن العربية لاطراد قواعدها في القياس، واتفاق تراكيبها مع الطبع، أبسط اللغات نحواً وأقربها غاية. ولكن آفتها يا سيدتي منهاج سيئ، ومعلم عاجز، وتلميذ كسول!! وستقرئين في الرسالة بعد صفحات من هذه المقالة بحثاً قيّماً في ثقافة المرأة للآنسة أسماء، وشعراً منثوراً في التصوف للآنسة ناهد، فتجدين في صياغتهما الحسنة، وعبارتهما الصحيحة، وأسلوبهما الرقيق، مشجعاً لك ومصدقاً لي. .

جواب الآنسة عفيفة

أجابت الآنسة عفيفة عن تعليقي الموجز بكتاب إنكليزي مسهب، وقد فضّلت أن تكتب جوابها بالإنكليزية لأنها تتهم بيانها العربي بالقصور لقرب عهدها بالكتابة، وتعتقد لذلك إننا أسأنا الفهم فأسأنا الإجابة، وبيان الآنسة سليم من القصور، بريء من العي، لأننا فهمناه على الوجه الذي أرادته. وهو رسالة غزلية إلى امرأة عن لسان رجل. أما القصد من اتخاذ الآنسة (دور) الرجل في موضوع غرامي - وهذا موضع الإنكار - فلم تذكره الكاتبة في حاشية الكتاب، ولم نفهمه نحن من طبيعة الشيء، فحملناه معذورين على العبث الذي نربأ بفتياتنا عنه.

أرادت الآنسة أن تكشف اليوم عن ذلك القصد في هذا الجواب، فقالت: إنها لم ترد أن تتحدث عن الحب، وإنما قصدت أن تضع نموذجاً للرسائل الغرامية في اللغة العربية يكون مبنياً على الشعور الصادق والمنطق السليم، لأنها تلقت رسالتين: واحدة من صديقة إنكليزية، وأخرى من صديقة مصريّة، فوجدت الأولى صورة صادقة لحياة الكاتبة، وحال البيئة، وروح الجماعة، من ألعاب وأصحاب ودرس، ولم تجد في الثانية إلا عواطف مبهمة، وجملاً مزوّرة؛ وأمثالاً محفوظة. ثم قرأت كتابين أحدهما للكاتبة (جين وبستر) وثانيهما للكاتب (سليم عبد الأحد) وموضوعهما (رسائل في الحب)، فوجدت الفرق بين هذين الكتابين، هو الفرق بين تينك الرسالتين. وأنا أحترم تفسير الآنسة الأديبة لقصدها وأسلمه من غير مناقشة، وأعتذر إليها إذن من نقد في غير محله، ولوم وجهته إلى غير

<<  <  ج:
ص:  >  >>