أهله. ثم استميح سيدتي الأذن بمناقشة هذه الطريقة من حيث الفن. إنك تنتقدين ما قرأت من الرسائل العربية، لأنها تصدر من اللسان لا من القلب، وتنقل عن الحافظة لا عن الطبع، فهل تعتقدين أنك صدقت في نقل شعور العاشق حينما أخذت (دوره) في رسالتك وأنت لا تحسّين هذا الشعور ولا تدركين كنهه؟ لعلّك لو كنت أخذت (دور) الحبيبة أو (دور)(الخطيبة) لكنت أقرب إلى الصدق وأدنى إلى الإجادة، على أن هذه النماذج المصنوعة يا سيدتي أعجز من أن تعير الجامد روحاً والبليد حساً والعي إبانة، إن الفكرة أو العاطفة إذا أشرقت في الذهن أو في النفس وجدت الكلمة وخلقت الصورة على غير مثال ولا قاعدة، ذلك لأن الشعور وحده يوجد الفن كما ترين في توفيق الحكيم، ولكن الفن وحده لا يوجد الشعور كما ترين في عبد الأحد. وإن في الأدب العربي الحديث طرفة من هذا النوع الذي تريدين، هي آية من آيات الفن في دقة الصنعة، ولعلها لا تقل جمالاً عن تماثيل فدياس وصور رفائيل، ولكنها كهذه التماثيل وتلك الصور ينقصها شيء واحد هو كل شئ: ذلك هو الروح!! هل قرأت (رسائل الورد) للأستاذ الرافعي؟ أرجو أن تقرئيها، وأن تكتبي إليّ رأيك فيها. . .