وكتب لوبي دي فيجا كثيراً للمسرح الإسباني، وكان من أعظم عوامل مجده وإزدهاره؛ وقد بلغ ما كتبه من القطع المسرحية زهاء ألفي قطعة؛ ولم يتبوأ مكانه في الأدب الإسباني بقريضه وأناشيده قدر ما تبوأها بهذا التراث المسرحي الرائع، وله أيضاً كثير من المؤلفات القصصية، ونظم كثيراً من الأناشيد والشعر الخالص في مختلف الفنون والنواحي، وكان يتبوأ في عصره ذروة النفوذ، ويمكن أن نقارن نفوذه الروحي في عصره وفي أمته بنفوذ فولتير في فرنسا في القرن الثامن عشر
وفاة المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني
استعز الله بمحدث الشام وعلامة الإسلام الأستاذ الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني والد رئيس الحكومة السورية عن تسعين عاماً قضاها في الإقراء والإفتاء والعبادة. وقد عرا الشام من هول مصابه رجفة من الحزن لم تسكن على الصبر والعزاء بعد. وقد نشرنا عنه في هذا العدد مقالاً للأستاذ الطنطاوي يُبين عن فضله ويكشف عن عظم المصاب فيه
أربعون عاماً من السينما
في أواخر سنة ١٨٩٥، أذاع لوي لوميير أنه قد أتم اختراع جهاز ضوئي جديد ينقل صور الأشخاص والكائنات في حركاتها الطبيعية. وفي شهر ديسمبر من هذا العام أقيمت التجربة العملية الأولى لهذا الاختراع في البهو الأسفل لمقهى يقع في البناء رقم ١٤ من شارع الكابوسين؛ وكل هذا الاختراع هو السينما، فأجتمع لشهوده ثلاثة وثلاثون شخصاً؛ ولم يكن المعروض (فلماً) شائقاً بالمعنى الصحيح، ولكن مناظر متقطعة من الأشخاص والأعمال
وقد عمل لوي لوميير وأخوه أوجست لوميير بعد ذلك على تحسين هذا الاختراع الذي درسه مخترعون آخرون قبل ولا سيما هنري ماريه العلامة الطبيعي الشهير. وعاش لوميير ليرى بعينه كيف نما اختراعه وأضحى أداة مدهشة من أدوات المتعة والثقافة العالمية. وقد تناوله أثناء هذه الحقبة مخترعون عظماء مثل أديسون وتعهدوه بطائفة من الابتكارات المدهشة حتى أضحى من أعظم مدهشات عصرنا
وفي الأنباء الأخيرة أن بلدية باريس قد احتفلت بمرور أربعين عاماً على اختراع لوي