الثلاث: طبع ذكي، ونبوغ فطري، ونفحه من روح الله ليعيد كلمته على لسنه، ويبعث شريعته عن قلبه
كان الأمام محمد عبقرية ثائرة ناقدة لا تعرف القيود ولا الحدود ولا السطحية، ولكنها انحصرت بحكم الظروف في الإصلاح الديني، فوقفت بين الدين الذي تأخر، والعلم الذي تقدم، موقف ابن رشد وابن سينا من قبل: تحاول التأليف بين القلب والعقل، والتوفيق بين الرأي والنقل، فذهب أكثر جهده باطلاً بين الجامدين الذين يرون في تجديده الدين بالعلم بدعة، وبين المسرفين الذين يرون في تقييده العلم بالدين رجعية! فلو أنه عالج الإصلاح الاجتماعي من طريق العلم، أو السياسي من طريق الحكم، لدفع الأمة إلى الأمام قرناً على الأقل
وبعد، فإن في ميدان الأزهر الجديد موضع التمثال العتيد لمجدد الإسلام ومصلح الأزهر! ولو كنا اقترحنا هذا الاقتراح في عهد (الفلان) وأشباهه لاستغفرنا الجهل سبعين مرة، ولكننا نقترحه اليوم في عهد المراغي تلميذ الأمام وخليفته! فهل يتحقق الظن ويصدق الأمل؟