للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

طلق البادرة، يتدفق في إيراد بيناته وفكاهاته تدفق اليعبوب، فيملا الأسماع والقلوب، ومما قاله:

إن العمل المشوش (المهرجل) لا يثمر أبداً، والجمعيات الطبية العربية - وهي بحمد الله كثيرة في بلاد العرب - لا تثمر ولا تنتج إن لم تعمل كذلك بطريقة علمية منظمة، فلو أن شعبة المصطلحات الفنية في الجمعية الطبية المصرية أخذت مثل كتاب: وقسمت ألفاظه على عدد أعضاء الشعبة، وفي آخر كل شهر يعرضون ما وضعوه على الجمعية مجتمعين، وبعد تمحيصها وتحقيقها، ترسلها الجمعية إلى مجمع اللغة الملكي بمصر ليحكم لها أو عليها، فيعتبر حكمه عدلاً، وقوله فصلاً

لا جرم أن من الأنصاف والحصانة أن تجمع كلمة الأقطار العربية على مجمع مصر الملكي لأنه يمثلها بالأعضاء اللذين اختارهم من علمائها فإذا ما حكم بصحة لفظة فكأنما حكمت بها مجامع العرب كلها، إذ هي ممثلة فيه ومحكمة في ناديه؛ وأما مجامع اللغة في البلاد العربية فتعتبر روافد لمجمع مصر أو مؤتمرها اللغويّ، بما ترسله إليه من الأوضاع الجديدة، وأعضاء المجمع المرسل يبيّنون لإخوانهم في مصر توجيهاتها، وأسباب تعديلها وتفضيلها، وبذلك يكون الإنتاج خصيباً، والرأي على الأغلب مصيباً، وقديماً قيل: المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه، ومجمع اللغة المصري ضعيف بواحده، قويّ بروافده

إن هذا المؤتمر الطّبي الثامن لغزير النفع، كثير الرجع على الأمة العربية، فمن منافعه الجليلة تمهيدهُ السبيل إلى توحيد المصطلحات العلمية، وتمهيده السبيل إلى تعليم الطبّ في المدارس الطبية باللغة العربية وبهما يتمهّد السبيل إلى توحيد مناهج التربية والتعليم في بلاد العرب الذي هو لعمري من أقوى البواعث على توحيد الثقافة العربية المؤدي إلى توحيد الأمة العربية، وإلى سيادتها في العالم بتعارفها وتآلفها وتحالفها:

فنحن في الشرق والفُصحى بنور رحمٍ ... ونحن في الجُرح والآلامِ إخوانُ

عز الدين التنوخي

كاتب سر المجتمع العلمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>