للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والصحف المنتشرة، تكاد تكون واحدة أيضاً؟ أولا تعلم أن (الرسالة) يقرأها في دمشقنا هذه جمهرة العلماء والأدباء من الجنسين العنيف واللطيف على السواء؟)

وكان الطبيب المصري يجيبه على أسئلته هذه العذبة الرقيقة بقوله:

- بلى، بلى، ونحن لكم اليوم يا أخي كذلك، وفوق ذلك فهذا الحديث وأمثاله هو من بعض بركات المؤتمر المصري على العرب والعربية معاً. ومن أيمن تلك البركات المأثورة العزم على توحيد المصطلحات العلمية، ففي جلستها الخطيرة بحث الخطباء في تاريخها وطرق وضعها ووسائل توحيدها، وقد أشار كاتب سر المؤتمر الحكيم الدكتور عبد الواحد الوكيل في فاتحة الجلسة إلى أن الجمعية الطبية المصرية قد اهتمت في جميع مؤتمراتها السابقة بتوحيد المصطلحات الطبية، فكان كل واضع يتعصب لوضعه فخرجنا من مؤتمراتنا كلها بدون فائدة؛ ويجب الآن بعد تكوين المجمع اللغويّ الملكي مع وجود المجع العلمي الشامي أن تخرج هذه القضية من أيدينا إلى المجمعين

وقد شجعت جمعيتنا الدكتور محمد شرف على وضع معجمه وآزرته الحكومة فوزعه على الجمعيات اللغوية في الممالك العربية، واقترحنا أن يجعل أساساً لأعمال المصطلحات الفنية، وأن يضاف إليه في كل طبعة ما يتمحص منها، وما يوضع من الألفاظ الجديدة فيتألف منه على الأيام معجمنا العربي المنشود

ثم بحث الخطباء في طرق الوضع وهي جمة، فذكروا منها قبول الأسماء الأعجمية الواردة على أوزان عربية، وليس في لغتنا ما يدل عليها، وقبول النحت عند الضرورة في الأسماء الأعجمية المركبة، وترجمة الأسماء التي لا يصح تعريبها؛ وفي الأسماء العلمية المركبة من جنس ونوع قد يجب تعريب الجنس، والنوع ذو المعنى مما يجب ترجمته لا تعريبه؛ وأما الأسماء المنسوبة إلى الأعلام والأماكن فلا يجوز غير تعريبها، إلى غير ذلك من الأساليب التي لا يجنح إليها إلا بعد التثبت من أن دواوين اللغة وكتب الطب والعلم لا تشتمل عليها، فإذا ظفرنا بمثل كلمة التعايش لكلمة وقد ذكرها الزمخشري، لم نحتج إلى نحتها أو ترجمتها أو تعريبها

وفي خلال المباحث حدث جدال قليل بين بعض الأطباء في الدفاع عن الأوضاع، لا محل لتفصيله، فانبرى لفصل الجدال بينهم الدكتور محجوب ثابت فرأينا منه خطيباً حلو النادرة،

<<  <  ج:
ص:  >  >>