للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (بسيشيه؟!. . . ومن أنبأكم أسمى؟)

- (رب هذا القصر أيتها العزيزة. . .)

وجالت الفتاة في القصر الجميل المنسق، وكان مثار عجبها هذه الصور البارعة المرسومة على الجدران، كلما وقفت عند واحدة دبت فيها الحياة، وتحركت على الحائط متهللة مستبشرة، محيَّية بابتسامةٍ خفيفة، أو انحناءة مؤدبة. . .!!

وكانت التماثيل في زوايا الغرف، وأوساط الردهات، وفي حنايا الحديقة، وفوق الربى المكسوة بالسندس الرطب، تحيّي الضيفةَ، كأن حياة تدب في مرمرها كلما وقع بصر بسيشيه عليها، فتتحرك الأذرع، وتومئ الرؤوس، وتمر الفتاة وقد أخذ الدهش من نفسها كل مأخذ. . .

وكانت العنادل تهتف بها ترجوها أن تتلبَّث فتسمعها أنشودة الخلد، ولولا العجلة لوقفت بسيشيه عند كل حتى ينتهي من غنائه الحلو، وتغريده الرنان

وعادت إلى المخدع مع مغيب الشمس

(لها بقية)

دريني خشبه

<<  <  ج:
ص:  >  >>