بامتداحهم الناس؛ فإذا خاب ما يؤملون، ولم يبادلهم ممدوحهم مدحاً بمدح انقلبوا قادحين مشنعين.
ما أشبه بناء الأمة ببناء الهرم؛ ما يزال قائماً ثابت الإتزان، ما شغل الرأس منه مكان الرأس، والقاعدة مكان القاعدة؛ وما أسرع ما ينهار الهرم ويتفكك حينما تنقلب الأوضاع فتسمو القاعدة إلى مكان الرأس، ويهبط الرأس إلى مكان القاعدة؛ ومن هنا أضحى الهرم المقلوب مضرب المثل في سخافة البناء ووهن الثبوت. . .
لست أدري أي خير وأية سعادة كانا يصيبان البشر لو أقصى من مجال الدين جميع المتجرين به. فليتق الله المتاجرون وليجعلوا في غير مجال الدين تجارتهم.
تظل تجربة المرء ناقصة ما لم تتكرر. . . .
خصومتك الصغير تورثك المهانة، سواء أكنت المنتصر في هذه الخصومة أم كنت الخاسر.
الأغراب والتكلف في أساليب الحياة والأخلاق دليل على فساد الطبع والتواء التكوين.
قد تكون المحافظة على القديم ناجمة من خوف الحديث وحسب، لا من حب للقديم صحيح.
ثم صنف غريب من الكُتاب والمفكرين يعمدون إلى الرأي الواهن الواهي، أو الفكرة الميتة يثيرون حولها حرباً شعواء ويوسعونها طعناً وضرباً، ثم يلتفتون إلى الناس ولسان الغرور يقول: انظروا ماذا صنعنا وإلى أي المقاتل قد نفذ سلاحنا؟ وقد نسوا - حفظهم الله وكلأهم - أن سلاحهم يُجرد على موتى ويُشرع على أشلاء.
قد يعيش الكاتب بشهرته الأدبية أعواماً بعد أن يُصفى. وهذا سرُّ ما نراه من مدح يكال وتقدير يُسرف في توزيعه على أناس لا يستحقون بعض أبعاضه. والحقيقة أن من الكتاب اليوم من يعيشون بقوة الاستمرار وحسب، لا بقوة العمل وصدق الإنتاج.
ما أسرع ما يلتفُّ صغار النفوس حول صغير النفس، أما كبير النفس فلا يسمح لهم بالدنو منه لئلا تعلق به من نتنهم عالقة. الاتجار بالوطنية في الشرق علة مستحكمة لا يزيلها إلا صرامة النقد، وصراحة المقت، وقسوة التشهير.
يموت العظيم في الغرب، ولكن ما أسرع ما تُسدُّ الثغرة ويقوم الخلف. ويموت العظيم الشرقي فيظل محله خالياً جيلاً أو أجيالاً. وذلك أن تربيتنا الاجتماعية الناقصة لا ترفع إلى