للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مستوى الزعامة الصحيحة القوية في الجيل الواحد إلا نفراً قليلاً جداً، فإذا أودي هذا النفر ظل محلهم خالياً إلى أن تتمخض الأمة بعد حمل طويل وآلام مبرحة وتجارب شاقة فتلد المولود الجديد الذي يُقدَّر له أن يستأنف السير ويتولى القيادة.

قد يعمل الرجل الشرير إلى بعض الخير يصنعه ليتبين كيف يكون أثر ذلك، كما قد يسعى الرجل الطيب إلى بعض الشر يصنعه لمثل غرض الشرير في صنعه الخير. وإلى هذا قد يُردُّ بعض ما نراه من شذوذ في الخلق السوي.

قد يبدو الفكر العميق للقارئ السطحي الضحل متناقضاً، وذلك إن ذا الفكر العميق قد ينتهي إلى أغوار لا يستطيع أن ينفذ إليها ضحل التفكير، ويدرك من العلائق والوشائج الخفية بين الأشياء مالاً يدركه ذو الفكر الرقراق الذي لا غور له.

المصادفة بليغة الأثر في حياة الفرد، أما في حياة الأمة فهي ضئيلة الأثر أو لا أثر لها البتة.

ما من رأى إلا ودار في أكثر من ذهنٍ واحد، ولكن شخصاً واحداً يكتب له أن يخلِّد هذا الرأي.

الرأي يرتأي كالصدى بكثر تجاوبه كلما أستوعر طريقه.

الألم كالنار يصهر القوي ولكن لا بلاشيه، كما لا تلاشي النار الحديد، أما الضعيف فيحيله الألم دخاناً يصَّاعد.

قد يتصدى المرء أحياناً للرأي العام لا ليتحداه، إنما هو يتصدى له ليدرك مبلغ قوته ثم ليدرك مدى الرأي العام ومجراه، فيحول شراع العمل على هواه.

الرجل القوي حق القوة لا يخلق بهذه القوة عبيداً وآلات ناطقة، إنما يخلق بها رجالاً أقوياء. وكل مظهر من مظاهر القوة لا يفضي إلى هذه النتيجة يجب أن يشككنا في هذه القوة.

يجب أن ندخر خصومة الصراحة وجهد المقاومة للأمور الجسام والمسائل العظام. أما الصراحة العادية في كل ما يعرض للمرء من شؤون الحياة اليومية تافهها وجليلها على السواء فجهد غير مبرور وعمل غير مشكور، ولا يعود على المصارح منه إلا خصومات لا تنتهي وعدوات لا تنقضي.

ما تزال المرأة طفلة حتى تحب، وما يزال الرجل رجلاً حتى يحب. ومتى أحبت المرأة

<<  <  ج:
ص:  >  >>