بلغت أوج الأنوثة؛ أما الرجل السليم القوي فيندر أن يجعل الحب آخر مرحلة من مراحل الحياة، وهو - أي الحب - عند الرجل مرحلة إلى رجولة أسمى. فالمرأة تتجه إلى الحب لا لتتعداه، أما الرجل فيحب ليكون الحب مرحلة من مراحل حياته. وهذا يشير إلى إن الحياة تريد من المرأة الحب فقط، وتريد من الرجل فضلاً عن الحب الجهاد والمغامرة.
يجب إلا يغر الشبان بيت شوقي (نظر فابتسامة. . .) ثم ما بعد ذلك. فبين النظرة والابتسامة - في كثير من الأحيان - وبين قلب الفتاة سبعُ قلاع بسبعة أسوار.
رُكِّب في طبيعة المرأة التلويح من بعيد والإغراء. فهي قد تتبذل أحياناً ولو لم تنو السقوط، وتدنو ولكن لا لتصل، وتقترب ولكن لا لتُنيل. فكأنها تعمد إلى ذلك لتقيس مقدار فتنها وتختبر قوة أنوثتها.
الرجولة لا تكون كاملة إلا إذا خالطها بعض طبائع الأنوثة. فكأن الطبيعة في ذلك لا تريد للرجل أن يتخلص من إرث الأنوثة الأقدم، حينما كانت الذكورة لا تزال في ضمير الغيب، وكانت الأنوثة كل ما في يد الطبيعة من مواد التجريب والاختبار.
ثورة الحب تفضي إلى أسر الزواج، وثورة الحقد والطمع تفضي إلى أسر السجن.
نداء الأمومة عند المرأة أقوى من نداء الحب. وكثيراً ما تضحي المرأة بحبها في سبيل الأمومة السالمة والنسل القوي القويم.
لا يستطيع إبليس - في كثير الأحيان - أن يتراءى للرجل إلا عن طريق المرأة. فهي - في أغلب الأحيان - سفيره إليه. وكثيراً ما تنجح هذه السفارة كما نجحت من قديم في جنات عدن.
حياة المرأة أنشودة يتناوب إنشادها الملائكة وإبليس.
حب الأم أشرف أنواع الحب وأعمقه وأدومه. وذلك أن فيه من حب الابنة وحب الأخت وحب العاشقة وحب العابدة. فالأم إذ تحب وليدها وترأمه كوليد فقط، إنما هي ترأمه وتحبه، ولو في غير شعور، حب الابنة أبويها، والأخت اخاها، والعاشقة عاشقها، والعابدة معبودها.
من مظاهر الفسولة وصغار الرجولة أن يتعشق الفتى فتاته، ثم لا يفتأ يعلن عن هذا العشق وينبه إليه في كل مناسبة وعند كل حديث؛ فكأنه الكلب يلغ في الإناء أو يبول فيه لينفر منه بقية السباع!