ونظر كيوبيد بعينيه السحريتين، فرأى الروح يصارع بسيشيه صراعاً هائلاً. . . . فثارت فيه نخوة الوفاء، وأنفذ إلى العدو سهاماً متتابعة متلاحقة، حتى قهره، واضطره إلى العودة من جديد إلى الصندوق الصغير، وما كاد يستقر فيه حتى أغلقه عليه، ودفنه في غورٍ من الأرض.
ثم تقدم إلى حبيبته، وطفق يروح على وجهها، ثم أيقضها بقبلة أهتز لها الروض، وطرب الورد، وشاعت في الطبيعة الضاحكة أسراً وسحراً!!!
وأغذا السير، حتى إذا كانا في دولة الأولمب صاح كيوبيد في معشر الآلهة:(أن أشهدوا أيها الأرباب، لقد اخترت بسيشيه الجملية زوجة لي مباركة. . . .) وطرب الآلهة، وأقيم المهرجان الفخم؛ ورقصت ديانا ربة القمر، وعزف أبوللو على موسيقاه، وتقدمت فينوس فباركت الزوجين الحبيبين، ورسمت بسيشيه ربة للروح الخالدة التي لا تفنى. . . ومنذ ذلك اليوم وهي ترف بأجنحة فراشة جميلة في جنة الأولمب، وإلى جنبها حبيبها كيوبيد.