جزيرة الشيطان؛ ولكن العدالة لم تعدم أنصاراً؛ فقد أثار خصوم العسكرية وخصوم الكنيسة على هذا القضاء الظالم دعاية شديدة؛ وبذلت جهود قضائية وسياسية فادحة لتبيان براءة الضابط اليهودي، وتبين فيما بعد أن (البردرو) وقد زُور عليه؛ وما زالت المعركة بين (الدريفوسيين) وبين الوطنيين خصومهم تضطرم وتنتقل من دور إلى دور حتى تقرر إعادة النظر في القضية مرةً بعد مرة؛ ونزل إلى المعركة كتاب عظام مثل فرانسوا كوبيه في جانب الوطنيين، وأميل زولا في جانب (الدريفوسيين)؛ وأرسل أميل زولا صيحته الشهيرة:(إني أتهم!)؛ أي يتهم القضاء والعسكرية بالتآمر والتزوير، واستمرت المعركة نحو عشرة أعوام أعيد النظر خلالها في القضية عدة مرات، وانتهت أخيراً محكمة النقض بأن قضت ببراءة الضابط اليهودي (سنة ١٩٠٦) وردت إليه مراتبه وحقوقه، وأسدل الستار على تلك المأساة الشهيرة التي هزت حياة فرنسا العامة أعواماً طوالاً.
هذا وسنفرد في فرصة قادمة فصلاً خاصاً لهذه القضية الشهيرة، التي تعتبر من أعظم قضايا التاريخ.
السخاوي
سيدي الأستاذ. . . قرأت بالرسالة بالعدد ١٠٤ كلمة الأستاذ البحاثة مقريزي هذا العصر محمد عبد الله عنان في ترجمة السخاوي ما لفظه:(ونجد أخيراً في تراث السخاوي أثرين من نوع خاص ولهما أهمية خاصة، وقد انتهى كلاهما إلينا: أولهما كتاب تحفة الأحبابا وبغية الطلاب. في الخطط والمزارات والبقاع المباركات) إلخ. . .
والواقع إن هذا الكتاب كما ذكر العلامة النبهاني في كتابه (جامع كرامات الأولياء) ليس للحافظ السخاوي إذ قال عاطفاً على ما إستمد من الكتب ما لفظه: (وتحفة الأحباب في الكلام على الأولياء المدفونين بمصر للسخاوي من أهل القرن التاسع وهو غير الحافظ السخاوي) أه وذلكلأنه ذكر في فاتحته أن اسمه محمد بن أحمد الحنفي، وقد ذكره ابن مخلوف في طبقات المالكية وأنه فرغ من تأليفه سنة ست وخمسين وتسعمائة، وأنه كان حياً سنة ستين وتسعمائة، فنسبة كتاب تحفة الأحباب للحافظ السخاوي المتوفي بالمدينة المنورة سنة تسعمائة واثنتين خطأ دخل على كثير من أهل العلم يجب إلا يضيع ولا يفوت على الباحثة عنان. . . فلذلك لزم التصحيح، وإني أحيل الأستاذ عنان على كتاب مصرع الإمام