يقطع رزق هذا الرجل على يده. وبقى الرجل في هذه الوظيفة عشرات من السنين إلى أن توفى
وكان له صديق مثر من المال، علم أن التميمي اعتزم الزواج، وما بينهما من المودة يقضي عليه بتقديم المساعدة و (النقوط)، فاحدث غضباً لا أصل له، وفطن التميمي فكتب إليه:
إن قوماً أبغضونا ... خيفة من قول هاتِ
قل لهم في يوم عرسي ... نقوطنا بالسكاتِ
والأمثال لا تغير
ولما نقل المرحوم إبراهيم أدهم باشا من تفتيش السنطة والهياتم وعين مديراً للغربية، طلب أحد العمد، فخشي العمدة أن يعتريه الباشا المدير بسوء، وجاء إلى التميمي ليكتب إلى الباشا خطاب عناية به فكتب:
قد ظن هذا رجائي عندكم فأتى ... مستشفعاً بيَ فعلَ الطامع الراجي
قد ظن عكساً وقصدي من سعادتكم ... أن تضربوه جزاءً ألفَ كرباج
وأخذ الرجل الكتاب بعد أن ألصق جوانبه بالبرشام وهو يكاد يطير من الفرح، وقدم على الباشا وناوله إياه، فأغرق الباشا في الضحك وعفا عنه
وله رجز في الفلاح حين واتاه القطن في نحو سنة ١٢٨٠ عقب حرب أمريكا، واقتنى الجواري البيض والعبيد، وتأنق في المأكل والملبس، أحفظ منه:
من بعدَ خضْرَا صار يَقْني كلفدان ... وطعامه قلدر وخادمه أمان
ولكم مصاغ علقه بعضهم ... من فوق زوجته الكئيبة ستهم
تلقاه يرمي اللفظ كالجالوس ... ويقول عندي نسخة الجاموس
وفي أيام اختفاء عبد الله أفندي النديم بالقرشية عند المرحوم أحمد باشا المنشاوي، وكان يسمي نفسه السيد علي الإدريسي اليمني، كان النديم يجالسه كل ليلة ولا يدري حقيقته. وكان المجلس يمتد بهما إلى ما بعد نصف الليل. ففي ليلة سأل المنشاوي باشا جليسيه عن أرباب الجرائد، فكان عبد الله النديم يسرع ويجيب ويسبق التميمي إلى الجواب، فقال المنشاوي باشا وما تقولان في صاحب الطائف؟ فسكت النديم أو السيد علي الإدريسي اليمنى وتكلم التميمي، وقد رابه شأن النديم ولم يقم من المجلس إلا وهو موقن بأن جليسه