وألقت على الكلأ السندسي، وانطلقت تبكي وتنتحب، حتى كانت عند عرش الأولمب فقالت تكلم رب الأرباب زيوس العظيم:
- (أدونيس يا أبي!!)
- (ماله؟. . .)
- (قضى. . . قتله الخنزير. . .)
- (وما لك مذعورة هكذا؟. . .)
- (مذعورة؟ وحقك إن لم تأمر برده إلى الحياة الدنيا لأذهبن معه إلى هيدز!!)
فوقف إله كان يجلس قريباً من السدة وقال:(تذهبين إلى هيدز؟! يا للهول! والجمال والحب أيذهبان في أثرك إلى دار الموتى؟ وهذه الدنيا يا فينوس؟)
- (هذه الدنيا تنعى من بناها. . . تخرب. . . لا زهر. . . لا شفق. . . لا طير. . . لا موسيقى. . . لا خمر. . . لا حب. . . لا حنين. . . لا غول. . . لن تكون دنيا كم شيئاً إذا ذهبت إلى هيدز مع حبيبي أدونيس!!)
فسجد الإله الذي تكلم أمام زيوس، ثم نهض وقال له:
- (أنا بلسان الآلهة أضرع إلى مولاي أن يلبي طلبة فينوس ربة الحب. . .)
فتبسم إله خبيث كان قريباً منه، وغمز له وقال:
- (وربة الجمال يا أبن العم!!)
وأرسل زيوس العظيم إلى أخيه. . . بلوتو. . . إله هيدز، يرجوه عن أدونيس ويستأذنه فيه؛ ولكن بلوتو كان أحرص على الجمال من سكان هذه الحياة الدنيا، فأبى أن يلبي رجاء أخيه، فألح عليه، فلم يقبل. . .
ثم أتفق الأخوان، زيوس وبلوتو، على أن يجعلا حياة أدونيس مناصفة، فيقضي ستة أشهر في هيدز، أشهر الخريف والشتاء، وستة أشهر في الدنيا، حيث تأخذ زخرفها في الربيع وتؤتي أكلها في الصيف!!
ولما لقيت فينوس حبيبها عائداً أدراجه من دار الفناء قالت له:(أتستطيع اليوم تعريف الحب؟). فقال أدونيس:(هاتي قبلة يا فينوس. . . هاتي قبلة. . . هاتي ألف قبلة. . .)