ولمثل هذا الاستفتاء ونتائجه أهمية عظيمة في بلد كبريطانيا تتمتع بأعرق الأنظمة الديمقراطية، ويحسب فيه اكبر حساب للرأي العام، وتتجه السياسة الخارجية تحت مؤثرات الرأي العام ورغباته. ويتضح من مجموع الإجابات أن الشعب البريطاني يميل بصفة عامة إلى السلام والسياسة السلمية. وقد عقب الفيوكنت سسل على نتائج الاستفتاء بمقال عن حالة السياسة الدولية العامة قال فيه:
(أن الموقف الأوربي قد ساء إلى اعظم حد، وقد أخذ العالم يتحرك نحو الحرب، وهزت الحوادث المخربة التي وقعت في الشرق الأقصى كل أنظمة السلام، وقامت أمة عسكرية (يريد اليابان) تتجاهل المعاهدات الدولية فاستولت على أراض شاسعة من أملاك جارتها، وتحدت معارضة جنيف بكل نجاح)
(وقد قبلت عدة أمم أوربية نظام الدكتاتورية الذي يدعو إلى استعمال القوة كأداة صالحة لتسوية المسائل الدولية، وأنذرت دولتان عظيمتان عصبة الأمم بالانسحاب، وعاونت القومية الاقتصادية التي نشأت عن الأزمة العالية، على إحياء نظريات العزلة القديمة؛ والخصومات الجنسية التي تخلق بأشنع العصور الوسطى، ولاح أن أوربا تنحدر إلى حالة الطائفية القديمة التي أنقذتها منها المدنية النصرانية)
تأريخ للصحافة
كانت جريدة (التيمس) قد أصدرت بمناسبة عيدها الخمسين بعد المائة وهو الذي احتفلت به في شهر يناير الماضي، عدداً بتاريخ الصحافة من سنة ١٧٨٥ وهو عام إنشائها حتى يومنا. وقد لقي هذا العدد الخاص يومئذ رواجاً عظيماً وتفند بسرعة مدهشة حتى أن إدارة (التيمس) رأت أن تعيد طبعه ولكن في شكل كتاب يصلح للمكتبة. وقد صدر هذا المجلد أخيراً، وهو في نحو مائتين وعشرين صفحة، وهو يحتوي على تأريخ ضاف للصحافة وتطوراتها في مدى القرن ونصف القرن الذي عاشته الجريدة الإنكليزية الكبرى؛ وقد صدر بصورة فوتوغرافية لكتاب الملك جورج الخامس إلى التيمس وفيه يهنئها بعيدها؛ ونشرت صورة طريفة أخرى منها صورة تخطيطية لمدينة لندن منذ مائة وخمسين سنة حينما صدر العدد الأول من (التيمس) تحت عنوان (السجل اليومي العام). وقد طبع في ثوب قشيب في منتهى الأناقة، وجعلت منه نسخ مذهبة بديعة تناسب هذا التذكار الصحفي العظيم