للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من فرنسا كاسف البال كسير القلب لما جنته يداه من إثم

في فورنست:

كانت أخته تقطن آنئذ فورنست فقصدها شاعرنا، وهناك نظم عدة قصائد جمعها في مؤلفين سماهما (سير في الليل) (ومقطعات وصفية) ولقد أعجب كولردج بهما وتكهن لناظمهما بمستقبل باهر في عالم الأدب رغم ما وجه إليه من نقد على صفحات (منثلي ريفيو) و (ادنبرج ريفيو). وفي تلك الأثناء خاض الشاعر المعامع السياسية فنادى بتحرير الزنوج ومعاضدة ثوار الفرنسيين، ويعالج في بحث له يرد به على أحد أنصار الملكية مبادئ الحرية منادياً باتساع نطاق الديمقراطية على حين لم يكن فيه الرأي العام قابلاً للأخذ بهذه الآراء المبتسرة

فضى شاعرنا ردحاً من الزمن حائراً بين الكنيسة والأدب لضيق ذات يده. على أن المنية وافت صديقه الحميم ريسلي كالفرت فأوصى هذا قبيل مماته لوردزورث بتركته البالغة نحو ٩٠٠ ج مما حداه إلى الانصراف بكليته إلى الأدب وقرض الشعر. ولقد كان لهذه المبرة أثر ظاهر في حياته، وقد أشار إليها في (الفاتحة) وفي قصيدة موضوعها (إلى كالفرت)

والظاهر أن شاعرنا لم يكن على وئام تام مع أقاربه. نستنتج هذا من رسالة بعثت بها شقيقته دوروثي إلى أحد أصدقائها تقول فيها: (إن أخي لناقم على أقاربه، ولا يصفو قلبه إلا لأخويه يوحنا وخريستو)

(يتبع)

جريس القسوس

<<  <  ج:
ص:  >  >>