يمحو إثمه هذا بالزواج منها، لكن الظروف لم تسمح له بالبقاء طويلاً في أرض الثوار لنفاد دراهمه وقطع عمه المساعدة المالية عنه متوخياً بذلك إرغامه على الرجوع إلى بلاده لئلا يقع في حبائل الملكيين. وإننا لنحمد الأقدار التي أوحت إلى عمه ذلك، إذ لولاه لقضى شاعرنا كما قضى غيره من عباقرة الرجال أنصار الثورة الفرنسية، ولم يخلف لنا بعد تراثاً أدبياً يذكر
ولقد أثارت عليه فعلته حرباً عواناً في الأوضاع الاجتماعية والأدبية فبعد أن كان متصفاً بالفضيلة والكمال إلى حد القداسة أمسى اسمه مقروناً بالكفر والإثم خصوصاً بعد أن كشف لنا الدكتور هارير عن هذه الصحيفة السوداء من حياته في فرنسا في كتابه (حياة وردزورث). ولقد ظهر في سنة ١٩٢٢ كتاب لأميل ليجوس اسمه (وليم وردزورث وأنيت فالون) يصف فيه علاقة الشاعر بمعشوقته المنكودة الحظ في بلوا. ولم يشر الشاعر إلى هذه الحادثة في جميع أشعاره أوكتاباته النثرية إلا بعض الإشارة والتلميح في قصيدته فودراكور وجوليا &
وفي أثناء إقامته في بلوا اتصل بفيلسوف وزعيم جمهوري كبير هو ميشيل بيوباي، فصرف معه طوال الليالي على ضفة اللوار في الجدل والبحث في حرية الإنسان السياسية والاجتماعية مما غذى عقيدة شاعرنا الثورية وأذكى في نفسه نار التمرد والخروج على المبادئ القديمة. ولقد سولت له نفسه الانخراط في عداد الثوار وحضهم على مهاجمة معاقل الملكيين. بيد أنه لم ينفذ رغبته هذه لنفاذ دراهمه كما بينا فعاد إلى إنكلترا وفي نفسه غصة وفي فؤاده حرقة لحبوط مسعاه وتلوث اسمه بذلك الفعل المنكر
شقيقته:
كان للشاعر شقيقة اسمها دورثي لا تقل عنه في توقد الذهن وحدة الذكاء ونفاذ البصر، وكثيراً ما كانت توجه نظره إلى أمور دقيقة، وحوادث غريبة، ومناظر بديعة فيتخذها مواضيع لقصائده. وقد أخذت على نفسها مرافقته في غدواته وروحاته منذ صباهما رغم معارضة أمها لها. فعند ما لمحت فيه وميض العبقرية وفيض الشاعرية هبت إلى مناصرته وتشجيعه على المضي في سبيله. وكانت في أكثر الأحيان تقرأ أشعاره وتنظر فيها قبيل إعدادها للنشر نظر الناقد الشفيق. وقد وجد في أخته هذه كل العزاء والأنس بعيد رجوعه