للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مؤتلفة وغير مؤتلفة، تجاذبنا فيها أطراف الأحاديث من كل نوع، ولا أتذكرها اليوم لمرور الزمان ولاختلال ذاكرتي بالنسيان، فأنا من هذه الناحية لا أستطيع أن أناقشه في صحة تلك الأقوال التي أسندها إلي ورواها عني. ولكنني الآن أستطيع أن أنفي نفياً باتاً صحة كثير مما رواه في كتابه المذكور بدليل أن في تلك الأقوال ما لو قاله اليوم أحد غيري لأنكرته عليه أشد الإنكار. إذن فكيف أقول للريحاني ما أنكره لو قاله غيري؟ وفي الأخير أقول: إن كان كل ما يرويه الريحاني في كتبه من هذا القبيل فويل للحقيقة منه، وويل له من الحقيقة!

معروف الرصافي

معهد شرقي في برلين

من أنباء برلين الأخيرة أن الحكومة الألمانية قررت إنشاء معهد جديد يسمى (المعهد الشرقي) يلحق بجامعة برلين ويعنى بدراسة اللغات الشرقية ومسائل الشرق وحضاراته. وسيدمج في هذا المعهد الجديد، معهد اللغات الشرقية القديم الذي كان ملحقا بجامعة برلين، ومعهد اللغات السامية والعلوم الإسلامية، والمعهد الصيني، والمعهد الهندي الألماني. أما المعهد الياباني المخصص لدراسة المسائل والحضارة اليابانية، فسيبقى مستقلاً كما هو الآن نظراً لمهمته الخاصة

وفي هذا النبأ ما يلفت النظر، لأن الحكومة الألمانية الحالية وهي الحكومة الهتلرية قد اضطهدت حركة الاستشراق، أعني المباحث الشرقية والإسلامية، اضطهاداً شديداً، لأن معظم أقطاب المباحث الشرقية والإسلامية من اليهود، وقد طاردت الحكومة الهتلرية العلماء اليهود أشد مطاردة وشردتهم من معاهدهم، وركدت بذلك حركة الاستشراق في ألمانيا؛ وكانت هذه الحركة زاهرة بألمانيا قبل الحرب لأنها كانت يومئذ كانت تجيش بالمطامع الاستعمارية في الشرق وتشجع المباحث الشرقية والإسلامية وتغذيها بالمال والبعوث؛ ثم ضعفت هذه الحركة بعد الحرب، وفترت همم العلماء المستشرقين لتخلي الحكومة عنهم وقصورها عن إمدادهم بالمال اللازم؛ فهل نفهم من إنشاء (المعهد الشرقي) الجديد أن الحكومة الهتلرية تزمع العودة إلى تشجيع المباحث الشرقية، وأن لهذه الخطوة علاقة بمطامعها السياسية والاقتصادية فيما وراء البحار؟ هذا ومن جهة أخرى فالمعروف أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>