للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتعود من فرط الصفاء حياتهم ... ذهبيةً أيامها والعام

خير مَرَى الحرصُ الخسيسُ أقل من ... خير لديك تردوه الأحلام

والنحس عدوى ليس يُقصِى شرَّها ... إلا التضافر شاده الأقوام

كذبوا فما أبقى التقاتل بينهم ... إلا الضعيف وقد قَضَى المقدام

خلفت في سير النفوس مباهجاً ... وتجملت بجمالك الأيام

كغناء حادي الركب رَفهَ عنهمُ ... نعم النشيد ونعمت الأنغام

حُلُمٌ هو المثل الأجلُّ وإنهم ... لولا مثال كمالك الأنعام

ولعل عمر الشر ليس بدائم ... ينمو سناك فينمحي الإظلام

قالوا إذا ما جاء خيراً كله ... لم يبق خير في الحياة يشام

لولا جهاد في الشرور تعطلت ... سبل المكارم واستنام أَنام

إن لم يكن نقص ففيم رجاحة ... وبضدها تتميز الأقوام

لا يطعم السعدُ الشَّهِيّ وشُهْدَهُ ... من لا ترود فؤادَه الآلام

والوهن يسعى للفناء دنيبه ... إن لم يكن حذرٌ وعَمَّ سلام

لغز الحياة وليس يفقه لغزها ... بين الأنام مُفَهَّمٌ عَلاَّم

والشر أهون بعضه من بعضه ... فاطلب كمالاً كي يقل الذام

أهلاً بغائلة الفناء نذيرها ... عهد يَشُوق سلامُه وتمام

إن لم يصح العيش إلا أن ترى ... شرع التنافس في الأنام يقام

فعسى التنافس في المحامد ينثني ... طبعاً وإن قيل الأنام لئام

يدنوا إذا بطلت ضرورة كائدٍ ... يُزْجَي بها رزق له وحطام

إن نال كلٌّ مطمئناً رزقَه ... فعلام لؤم للورى وخصام

دِيْنُ التنافس في المكارم ربما ... أنماه نصح فيهمُ وحسام

فترى الورى دينَ الورى وصلاحُهم ... فرض يدين لشرعه الأقوام

عبد الرحمن شكري

<<  <  ج:
ص:  >  >>