ونام الخبيث إلى جانبها، وطفق يروح على وجهها، ثم نثر ذراعه على جيدها الناهد، وراح يضغط قليلا. . . قليلا
ولقد فعلت الأحلام الحلوة فعلها في قلب كليستو، فلما استيقظت، ووجدت نفسها في حضن هذا الشاب اليافع الجميل، لم تنفر، بل خجلت خجلة زادتها جمالا، وضاعفت سحرها وفتونها؛ وفترت أهدابها فاسترخت، وفنيت في حبيبها المفاجئ. . . وفنى هو الآخر فيها
وجاءها المخاض!
ووضعت غلاما أحلى من القبلة الحارة على الثغر الحبيب، وأعذب من ابتسامة الزهرة طلها الندى
فلما زارها زيوس وبشرت به، اهتز الإله الأكبر وشاعت الكبرياء في أعطافه، وأخذ الغلام فباركه، وطبع على جبينه الوضاح قبلة أولمبية خالدة؛؛ ثم زف إلى كليستو تلك البشرى التي ظل يخفيها عنها طوال حبه لها، وذلك حينما أشار إلى ابنه بيمينه البيضاء هاتفا:
- (بوركت يا أركس! يا أجمل أطفال الأولمب!)
وقد اضطربت الأم الصغيرة حين سمعت هذا الدعاء ونظرت إلى حبيبها كأنها تستريب، وقالت له:
- (أجمل أطفال الأولمب؟ إذن من أنت أيها الحبيب؟)
- (بشرك يا كليستو! فأنا ربك وزوجك وحبيبك زيوس!) ولم يسع كليستو إلا أن تسجد لربها وهي ترتعد من الخوف؛ فقال لها:
- (انهضي! انهضي! ماذا تصنعين يا حبيبة! انهضي فقد رسمت ابننا أركس إلها، فاكفليه حتى يشب، وإياك أن تراكما حيرا فتسحقكما. . .)
وقبل الغلام وقبل الأم،،، وغاب في الأفق. . .
وكانت كليستو أحرص على فتاها من أن تدعه وحده لحظة واحدة، فإذا خرجت للصيد في الغابات القريبة، أقامت عليه حارسين من كلابها الكواسر، يكفي أحدهما لتشتيت شمل جيش بأكمله. وكانت تحمل إليه أثمار اللوز والبندق كلما عادت من الغابة؛ حتى إذا اشتد ساعده، علمته الرماية وألعاب الفروسية، مستعينة بذلك بالسنتور العظيم، شيرون، مؤدب هرقل ومدربه