أرنولد تسفايج وقد لجأ إلى فلسطين فرارا من عسف الطغيان الهتلري، لأنه يهودي تنكره ألمانيا الهتلرية؛ ونزل في ضيعة في جبل الكرمل على مقربة من حيفا، وكان مولد هذا الكتاب العظيم في كلوجاد سنة ١٨٨٧؛ ودرس القانون وأمتهن المحاماة، ولكن جرفه تيار الأدب. وقد لفتت إليه الأنظار أولى قصصه:(مذكرات أسرة كلوبفر)، وهي تاريخ أسرة يهودية هاجرت من بولونيا إلى ألمانيا ويظن أنها أسرته الخاصة، ثم اتبعها برواية (أخبار كلوديا ثم هجر تسفايج القصة مدى حين وانقطع للتأليف المسرحي فنالت قطعه المسرحية نجاحا عظيما في ألمانيا والنمسا وفي كثير من الأمم الأخرى التي ترجمت قطعه إلى لغاتها. بيد أنه ترك التأليف للمسرح وعاد إلى القصة منذ عشرة أعوام فنجح فيها نجاحا عظيما، وأعظم قصصه هي بلا ريب (الجاويش جريشا) التي يصف فيها مناظر الحرب الكبرى في الميادين الشرقية وصفا قويا رائعا ويصور فيه قائدا ألمانيا يظن أنه لوندورف في صور لاذعة، ثم اتبعها برواية (عذراء سنة ١٩١٤) ١٩١٤، والتربية في فردون
وقد عاد أرنولد تسفايج أخيرا إلى معالجة التأليف المسرحي، وأخرج قطعة مسرحية جديدة أوحت بها إليه إقامته في مروج فلسطين عنوانها (بونابارت في يافا) ويقول الكاتب الشهير تعليقا على عوده التأليف المسرحي أنه شعر أثناء اشتغاله بكتابة القصة بأن شهوة المسرح تضطرم فيه مرة أخرى، وأنه في فترة فراغ وعزلة وضع قطعته الأخيرة في خمس فصول، ثم يلخص موضوعها وظروف كتابتها فيما يلي:
(وقفت بطريق المصادفة على رواية تتعلق بحملة بونابارت على مصر ومشروعه في غزو فلسطين وسورية، والذي سحرني بنوع خاص هو المشروع الهائل بل الجنوني الذي تصوره نابليون، وهو أن يشق لنفسه طريقا من عكا وحلب واستانبول ثم البلقان إلى فينا ومن ثم فرنسا، وذلك بعد أن حطم الإنكليزي سفنه في أبي قير، ولقد قرأت قصة الغزوة الفلسطينية باهتمام كبير خصوصا وأن مسرح الحوادث كله يبدو أمام عيني، من شرفة منزلي. فأمامي خليج حيفا، ثم عكا على قيد أميال قليلة، ثم جبل تابور الذي اضطرمت فيه المعارك، حتى خيل إلي وأنا أكتب أنني أرقب حركات الجنود بكل تفاصيلها. وأما عن باعث القصة، فأنا نعرف أن نابليون قد أسر في يافا ثلاثة آلاف من الأتراك؛ ولما لم