(المعاملات)، ألوان من الخير والأمانة والصدق والاستقامة والقناعة والدأب، ومن كل فضيلة في الأرض، وهي التي توجت (بالأمين) اسم محمد، و (بالصادق) أمانة محمد، فكانا شافعيه لدى الله في اختياره، ولدى الخلق في دعوته
وفي هامش هذا الحديث فلنذكر، أن داعي دعاة البهرا، أراد في العام الماضي، وكنت حينئذ في بمبي، أن يحج إلى كربلاء موطن قبر الحسين، ومفيض نفسه ودمه، وإذا سار الشيخ كانت الطائفة كلها تسير، فلا بد من مظاهر العظمة ومطالع الجلال، وأسباب التحدث بنعمة الله، وفي سبيل ذلك اكترى الشيخ باخرة من عظام البواخر، عبرت به إلى البصرة في ستمائة بهري، وما فتئ مذ وطئت قدماه أرض العراق يمجد الناس من عطاياه، بأكرم ما يتسع له كرم، وأكمل ما يفيض به جاه. . فمن أين؟ من تجارة الشيخ وكد يمينه وثانيهما
فلينته هذا الحديث الذي لا يفرغ منه، بأمرين، أولهما أن التعاون والمحبة هما روح الجماعة الصالحة المفلحة، وعلى قدر القلة في عدد الجماعة تكون قوة الروح، فكأن أجدادنا لم يخطئوا حين اتخذوا نظام القبيلة، وكأننا أحفادهم، لم نتقدم خطوة واحدة حين خلّفنا نظامها
وثانيهما أن التجارة أشرف حرفة وأعف حرفة، وأكفل حرفة بالنعمة واليسار، وأيسر حرفة مع الفضيلة، فإذا أهبنا برجل الدين، وإنه لأعظم الناس خطراً أن يعوّل عليها، ويلتمس شرفها، فأخلق بكل رجل أن يُحمِّلَها أمنيتيه من الغنى: غنى النفس وفي أعقابه غنى المال