للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولا تهملوا حسن الخطاب ولينه ... فإن الخطاب العذب نعم المثقف

لكم عبرة في الغرب من كل فتنة ... تهز الجبال الراسيات وتخسف

فلو كان عيش للمفاليس طيب ... لما قام منهم قائم متطرف

وفي الديوان كسائر الدواوين الشعرية مديح وقصائد في التهنئات، ومقاطع في الغزل والنسيب، وكلها من الشعر الجزْل. رحم الله ناظم عقودها وأمد في حياة ناشرها.

إلى صديقي العلامة الأمير شكيب أرسلان

نعم شقّ عليّ يا أخي أن تلقى دلوك في الدلاء، وأن تكتب مقدمة كتاب (قواعد التحديث من فنون مصطلح الحديث) بهذا اللسان الذي ما عهده فيك من تأدبوا بأدبك، وأكبروا عظمة بيانك. بالأمس كتبت مقدمة (النقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي) للأستاذ محمد أحمد الغمراوي، فمن منا لم يعجب بما كتبت وحبرت، وإن كنت أطلت وتوسعت؟ واليوم تكتب ما تكتب لقواعد التحديث، في فن لست منه ولا أنا في العير ولا في النفير، وجئت تغالي بكتاب ليس فيه من حديثه ولا أسلوبه أسلوب المؤلفين، ولا يستحق هذه العناية والدعاية وهذه الضجة؛ ولكل رأيه واجتهاده

أنا أجلك عن الدخول في هذه المآزق، لأنك في غنية عنها، ولست بحمد الله محتاجاً إلى مصانعة الناس، ولا نضبت أمامك الموضوعات، تحتاج لمعالجتها لتورثك شهرة وحسن ذكر؛ وما أخالك إلا كتبت ما طلب منك في غير وقت نشاطك، وليس لك من القول ما تقول فتبدع على عادتك. ومهما كانت منزلة الكتاب وكاتبه من نفسك، ما أرى لقلمك أن يجري إلا فيما يصلح أن ينسب إلى إحسانه؛ وحملة الأقلام مسؤولون إذا اقتصروا مع المؤلفين والطابعين على مقارضة الثناء، ولم يتعاودوهم بالنقد الصحيح؛ والإفراط في التقريظ شيمة المتأخرين من أهل عصور الانحطاط الأدبي في العرب؛ والنقد المفيد عادةُ نقاد الإفرنج في زماننا. ومن الأمانة للعلم والأدب أن يُدَلّ كل كاتب على مواضيع الخطل من كلامه، إلا أن نغشه ونغش قراءه، فنجسم ما صغر حجمه في العيان، ولا يشول مهما نفخناه في الميزان

وأكتفي الآن بجملة من مقدمتك، وقد بدأتها بقولك: (لا يخفى على أهل الأدب، أن الجمالَ والقسام في العربي (؟) واحد، وأن معنى القاسم هو الجميل، فلا يوجد إذن لتأدية هذا المعنى أحسن من قولنا (الجمال القاسمي) الذي جاء اسماً على مسمى، مع العلم بأن الجمال

<<  <  ج:
ص:  >  >>