حماته تأكل؛ وعليه أن يكفر عن هذا بمختلف القرابين، وليس له أن ينعم النظر فيها، وإذا خاطبها وجب عليه أن يطأطئ رأسه ويغض من طرفه، وإن صادفها على غرة أفسح لها الطريق، وسارع إلى الغابة مختفياً كي لا تراه ولا يراها تماماً. وأغرب من هذا أن أهل سومطرة لا يبيحون للرجل أن يأكل مع صهره عاري الوجه؛ وإذا رأى صهره فمه مفتوحاً أحس بخجل عظيم، وتوارى في الغابات المجاورة، فهذه العادات والتقاليد الغريبة يفسرها شيء واحد، وهو أن هذه القبائل تحول دون أي اختلاط يكون وراءه معصية الأقارب الأقربين
نرى بعد الذي تقدم أن الخرافة صورت الزنا والفسق بصورة شنعاء لدى كثير من الشعوب قديمها وحديثها، وأبرزتهما في مظهر عاملين خطرين من عوامل القضاء على الفرد والأسرة والجماعة، وبذا استطاعت إلى حد كبير محاربتها والقضاء عليهما. وإذا كانت الجمعية تنظر بعين السخط والمقت إلى كل اختلاط جنسي غير مشروع، فإنها تدفع الأفراد تبعاً إلى احترام الزواج والخضوع لقيوده. وكل رأي أو عقيدة أو تشريع يحارب الإباحية هو في الوقت نفسه سلاح قوي لتثبيت دعائم الحياة الأسرية.