للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ما دمت في رأيها ورأي الجميع سيد الشعراء الأحياء على الإطلاق؛ فلا ترفض هذه النعمة)

وبعد ما اطلع وردزورث على هذا الكتاب الرقيق قبل هذا المنصب السامي فتُوّج بإكليل من غار، وأصبح خليفة ملتون الأوحد، ولم يُنتجْ بعد تبوئه هذا المركز الرفيع شيئاً خالداً، بل استولى عليه الخمول منذ زواجه، ومنذ أن بدأت الحكومة تمدّه بمعاش سنوي كاف. ومن القصائد المشهورة التي نظمها بعد ذلك الأوان واحدة ضمنّها ولاءه وشعوره نحو صاحبة الجلالة قدّمها إليها مع نسخة من ديوانه

وفي سنة ١٨٤٧م تُوفيتْ ابنته (دورا) فعجلت بذلك وفاته. وكانت وفاته في الثالث والعشرين من أبريل (في اليوم الذي توفي فيه شكسبير) من سنة ١٨٥٠م. وهكذا خمد ذلك النفس الذي كان يلتهب عاطفة وعطفاً على الفقراء وولعاً بالطبيعة

ولقد دُفن جثمانه في كنيسة في (قراسمير) - حسب طلبه - في حضن ذلك الوادي الذي نشأ فيه وترعرع، وبه تغّنى، وبذكره أشاد

ولقد أقيم له نصبٌ تذكاري من رخام في مقبرة الشعراء في (وست منستر أبى) تحيط به أنصاب تذكارية لكبلْ وأرنلد وكنجزلي وموريس، ونقش على هذا النصب الكلمات التالية:

(لذكرى وليم وردزورث الشاعر الملهم والفيلسوف الكبير الذي وُهبَ عقلاً نيّراً، ولساناً غنياً، ليتحدث إلى الطبيعة والبشر، الذي لم يألُ جهداً في نشر الفضيلة والكمال، والذي تغنّى وأشاد بذكر البسطاء والفقراء، فذاع صيته بين العام والخاص، وأصبح رسول الحقّ وربّ الشعر. لذكراه يشيد أصدقاؤه والمعجبون بأدبه هذا النصب التذكاري، لينطق بنبوغه على مدى الأيام)

الكرك - شرقي الأردن

جريس القسوس

<<  <  ج:
ص:  >  >>