للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخالدة؟. . . . . .)

- (الآلهة لا تكذب يا باريس!)

- (أنا؟. . . أبي. . . ملك؟. . . هذا الراعي؟! ملك ماذا؟)

- (ليس هذا الراعي قلت لك!! أنت لست ابنه! أنت سليل الملوك، الصيد!!. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .)

- (إذن من عسى أن يكون أبي؟. . . . . .)

- (ملك طرودة!!. . . . . .)

- (ملك طروادة أبي؟. . . بريام؟!. . . . . .)

- (هو. . . هُوَ. . . . . . . . .)

- (ها ها ها. . . . . . ومن جاء بي هنا؟ سرقوني؟. . . أليس كذلك؟. . . . . . . . .)

- (لا تنس يا باريس أنك في حضرة فينوس. . . وأقولها لك كرة أخرى: إن الآلهة لا تكذب. . . أجل أنت ابن بريام ملك طروادة. . . قيل له إنك تجر عليه ألواناً من العذاب فصدق، وأرسل بك من تركك فوق جبل بعيد، لتأكلك الذئاب. . . كل هذا إذ أنت طفل صغير. . . وليد. . . ولقد عثر بك ذلك الراعي الذي أباك ففرح بك وقال لامرأته: عسى أن يكون لنا منه ولد. . . والآن. . . لقد وعدتك زوجة جميلة. . . أجمل امرأة في العالم. . . فاذهب أولاً إلى طروادة، والق أباك فإنه سيعرفك. . . سيعرفك لأن له أبناء خلقهم كخلقك. . . وسيحدثه قلبه. . . وتكلمه روحه أنك ابنه. . . سيفرح بك بريام يا باريس، وسيخفق قلب هكيوبا. . . أمك التي تبكي من أجلك، وتتمناك بنصف ملكها!

فإذا اطمأنوا بك، ولبثت فيهم أياماً، فأبدِ لهم رغبتك في الإبحار إلى بلاد الإغريق في أسطول كبير. . . . . . إن ثمة المرأة التي وعدتك. . . أجمل نساء العالم. . .)

وغابت فينوس!

جلس باريس على صخرة تشرف على البحر المضطرب من جهة، وعلى السفح المعشوشب المصطخب بالحياة من جهة أخرى، ثم أخذ يفكر في كل كلمة انفرجت عنها شفتا فينوس. . .

(تُرى؟! أصحيح ما قالته فينوس؟ أصحيح أن بريام أبي؟ ألا أنادي أبي الراعي بعد اليوم؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>