للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحجار وفسيفساء تدل على أنها من صنع الترك في القرن السادس عشر؛ ولما نظفت هذه الأسس وحفر حول الممشى الرخامي ظهرت فسيفساء أخرى، عرف في الحال أنها من بقايا القصر الإمبراطوري، فتوسع الأستاذ باكستر في الحفر في تلك المنطقة، فعثر على قطع أخرى من الفسيفساء البيزنطية القديمة، ولم يعرف بعد أي جزء من القصر الإمبراطوري هذا الذي أكتشف؛ على أن هذا الممر الرخامي يمتد نحو عشرين متراً، وعرضه نحو عشرة أمتار، وتظلله أعمدة ترتفع نحو خمسة أمتار ونصف متر. والمظنون أن هذا الممر إنما هو أحد أروقة (الهيبدروم)؛ وقد كانت هذه الأورقة في العصور القديمة داخل القصر في الجناح المخصص لشخص الإمبراطور؛ وربما كان هذا الممر الرخامي وهذه الفسيفساء من بقايا كنيسة (ثانيا) وهي الكنيسة الإمبراطورية الخاصة، وربما كان من بقايا الجناح الصيفي الذي بناه الإمبراطور تيوفيلوس. ومهما كانت الآراء الخاصة بهذه الآثار، فإن الرأي مجمع على أنها على أعظم جانب من الأهمية في الكشف عن مواقع القصر الإمبراطوري القديم

نظريات الجنس والدم في ألمانيا

تتخذ نظريات الجنس والدم والسلالة في ألمانيا كل يوم صوراً مدهشة من الغلو والإغراق؛ ومازالت التفرقة بين الجنس الآري والجنس السامي (وبخاصة اليهود) عماد الفكرة الجنسية؛ ولكن تحدث أخيراً بعض غلاة الوطنيين الاشتراكيين (الهلتريين) فقال إن الطب الحديث هو من عوامل فساد الدم، ويجب أن يحذر الجنس الآري والجنس الجرماني بنوع خاص تجارب الطب الحديث لأنه يهودي المنشأ والصبغة؛ وقد تفنن أقطاب الأطباء والباحثين اليهود في اختراع نظريات الميكروبات وغيرها وأفسدوا بذلك نظام الطب الطبيعي الذي يجب أن يكون شعار الجرمانية إلى غير ذلك من الأقوال المغرقة التي تدل على غلوّ لا في التعصب فقط ولكن في تشويه العلم والحقيقة أيضاً. وثمة صيحة غريبة أخرى يلقيها غلاة الهتلريين، فهم يحذرون الألمان من أكل البقول والمنتجات الأجنبية، لأنه لا يصح أن يتكون الدم الألماني النقي إلا بالأغذية والبقول التي تنتجها الأرض الألمانية. وضربت جريدة (الفرانكيشه تسيتونج) مثلاً لذلك بالليمون الذي ارتفعت أسعاره أخيراً في ألمانيا، فقالت يجب على الألمان أن يصرفوا النظر عن الليمون الأجنبي لأنه يفسد دماءهم،

<<  <  ج:
ص:  >  >>