ميسور، ونزل ضيفاً على الأمير الوثني مهراجا ميسور، وأقيمت في تكريمه مآدب كثيرة أهمها مأدبة جامعة ميسور التي خطب فيها الدكتور، وفي هذه المأدبة خطب عالم وثني كبير وهو أستاذ الفلسفة بالجامعة فقال:(إن المسلمين مهما قالوا إن الدكتور إقبال منهم، فان الحقيقة أنه منا جميعاً، هو ليس من ملك دين واحد أو جماعة واحدة، فان افتخر المسلمون بأنه من أبناء دينهم، فلسنا نحن الوثنيين بأقل فخراً منهم بأنه من أبناء وطننا الهند). ومن ميسور توجه الدكتور إلى حيدر آباد، فاستقبله جمع غفير من جميع الأجناس والملل، بينهم أركان الحكومة وأساتذة الجامعة وطلبتها وغيرهم من ذوي الجاه والشرف، وكان طلبة المدارس مصطفين في الشوارع والمحطة ويغنون بأصواتهم الشجية (نشيد المسلم) الذي صنفه الدكتور باللغة الأردية وأوله:
جين وعرب همارا، هندوستان همارا
مسلم هين هم وطن، هي سارا جهان همارا
(إن الصين والعرب لنا، (كما) أن الهند لنا
إننا المسلمون، فالعالم كله وطننا)
نزل الدكتور ضيفاً على سمو نظام حيدر آباد وحظي بالمثول في حضرة سموه، وألقى محاضرات عديدة بالجامعة العثمانية بحيدر آباد، ثم توجه من حيدر آباد إلى الجامعة الإسلامية بعلي قره تلبية لدعوتها، فألقى فيها أيضاً غير محاضرة؛ وجميع هذه المحاضرات التي ألقاها في مدراس، وحيدر آباد، وعلي قره، ست تحتوي على أعمق الأفكار وأدق المعاني، في فلسفة دين الإسلام، وقد سعى الدكتور فيها لتشكيل علم الكلام الجديد على ضوء الفلسفة الحديثة، وقد نشرت في شكل كتاب ونحن مستعدون أن نتحف قراء الرسالة بشيء منها لو تحملوا جفاف الفلسفة في جنب حلاوة الأدب
وفي سنة ١٩٣٣ دعا الدكتور المغفور له جلالة الملك نادر شاه خان ملك أفغانستان مع عالمين كبيرين هنديين وهما الافوكاتو السيد راس مسعود رئيس الجامعة الإسلامية بعلي قره، وصديقي صاحب الفضيلة الشيخ السيد سليمان الندوي من كبار علماء الدين للاستشارة في تأسيس جامعة بكابل، وفي أمور تعليمية أخرى. فلبى الدكتور الدعوة، وفي هذا السفر صنف الدكتور ديوانه المسمى (مسافر) باللغة الفارسية