- (مات أبي بعد حياة مفعمة بالمتاعب، ولم يكن له ولي عهد غيري، فتوجه الطرواديون إلى الأعداء يطالبونني ملكا لهم، بأي ثمن. . . ولكن أعداءنا كانوا أكرم من أن يسترقوا الملوك أو يبيعوا الأمراء. . . لقد أعادوني معززاً مكرماً إلى وطني، بعد إذ أخمد خصومتهم موت هرقل. . .
- (ولم لم تعد عمتي هسيونيه يا أبتاه؟)
- (لقد تزوجها تيلامون يا بني، وأحسبها الآن أيما)
- (ذلك أدعى لعودتها. . . إنها لا شك تتعذب في دار غربتها. . . مسكينة!! إن حدائق الخلد لا تجدي نفعاً إذا كانت سجناً لأحدنا!
- (هذا حق يا بني. . . ومثله القفص من ذهب يحبس فيه البلبل المحزون!
- (أنا حزين يا أبتاه. . . لابد أن تعود عمتي. . . أفتأذن لي في الإبحار إلى هيلاس؟ إذا أذنت، فلن أعود إلا بها
الآلهة لا تكذب!
هكذا قالت فينوس! وإذا كانت الآلهة لا تكذب، فلن يكذب أبوللو! لابد أن تصدق النبوءة القديمة؛ لابد أن يبحر باريس إلى هيلاس ليجر الخراب على طروادة، وليخيم الموت في داراتها جميعاً. . .
الآلهة لا تكذب!
لقد أبحر إلى إسبارطة في يوم عاصف؛ أسود من جبين الموت! وأبرد من بطون القبور! ولقد كان أسطوله اللجب يرقص على نواصي الموج، كما يرقص الطائر المذبوح في قبضة الفناء. . .
هيلين
ثمرة الحب الأولمبي الساحر. . . ابنة زيوس، الغزل، زير النساء؛ من ليدا الفاتنة، التي حولها حبيبها كبير الآلهة، وسيد أرباب الأولمب؛ إلى بجعة بيضاء تتهادى في مرايا المستنقعات والغدران، ليسهل عليه لقاؤها دون عزول. . . أو رقيب! ولقد ولدت له هذه