ليقترب منها، ولتصب هي سلسبيلاً من الموسيقى في أذنيه المرهفتين لكل كلمة من كلماتها. . . وليرشف هو هذه الخمر التي تتدفق من عينيها وأهدابها. . . ليرشف من هذه الخمر حتى تثمل روحه، ويسكر قلبه، وتزيغ عيناه!
ليقترب! ليقترب كثيراً! ليمس جسده المشتعل، جسدها المعطر الفينان! إنها لا ترفض أن يكون ذراعه فوق كاهلها! بل هي أيضاً تنثر ذراعها فوق كاهله؟ هاهما يتخاصران! الخبيث يضغط ثديها الأيسر بشدة! هل يبحث عما يكنه قلبها؟ أم يفتش عن شيء مفقود في نفسها؟ إن عينيه ما يتحولان عن عينيها! إنه يحملق فيهما بشراهة!
قُبلة. . .
هي القبلة الأولى من غير شك! هي الاعتراف الصريح بنضوج الحب!
وقبلة ثانية. . .
وهي القبلة المؤكدة لأختها الأولى! هي عدم المبالاة بما عساه أن يكون! هي أول شرط في عقد هذا الغرام الأثيم. . .! هي الاعتداء الصارخ على عرض منالايوس. . . منالايوس العظيم ملك إسبارطة. . . وسليل الآلهة!!
- (ألا يسرك يا هيلين أن نعيش سوياً أبد الدهر!. . .)
- (ألا يسرني! ما السرور إذن يا حبيبي باريس؟)
- (إذن فلنرحل في ظلام الفجر!)
- (إلى أين؟)
- (إلى طروادة؟)
وأقلع الأسطول في غبشة البكور يحمل. . .
هيلين!!
وعفا الحب عن عمة باريس! عفا الحب عن الأيم هسيرنيه!