كان فكتور هوجو شاعر فرنسا الأشهر صحفياً كبيراً؛ وقد تناول هذه الناحية من حياة الكاتب الكبير، مسيو بول سوشون، بمناسبة الذكرى الخمسينية لوفاته، فقال: إن هوجو قد مارس خلال حياته ثلاثة أنواع من الصحافة: الصحافة الأدبية، والصحافة السياسية، والصحافة الخبرية. وقد بدأ هوجو حياته الصحفية في جريدة (كونس فاتير لترير)، وكان يكتب فيها فصولاً نقدية، أثارت إعجاب النقدة يومئذ، ووصف ادموند بيريه يومئذ كاتبها بما يأتي:(صحفي وناقد، كانت لذعاته الأولى لذعات أستاذ مبرز؛ وعند هذا الفتى الذي لم يجاوز الثامنة عشرة موهبة نثرية لا تقل عن موهبته الشعرية. ومما يلفت النظر لأول وهلة سعة معارفه الأدبية، فهو يكاد يستوعب كل شعراء العصر القديم. ثم الشباب! وهذا هو الذي يفيض على صحف (الكونسر فاتير لترير) سحراً لا يقاوم)
ولما صدرت في سنة ١٨٠٩ أول طبعة من مؤلفات شينيه، كتب هوجو في التعليق عليها أن نزعة شعرية جديدة قد ولدت، ولما صدر ديوان (التأملات) استقبله بحماسه وترحاب
أما في الصحافة السياسة فان هوجو لم يرتفع إلى هذا المدى وقد أبان مسيو سوشون في بحثه وجوه الضعف التي كانت تغلب على الشاعر الكبير في هذا المضمار. بيد أن هوجو كان من الناحية الخبرية صحفياً لا يجارى. وقد كان يقدم أخباره للجمهور تحت عنوان (أشياء رؤيت). وقد ظهرت مجموعة منها بعد وفاته تحت هذا العنوان، وفيها يقيد الحوادث التي شهدها خلال حياته وخواص العظماء الذين لقيهم
تلك صفحة من حياة هوجو لم تأخذ حقها من التعريف في حياة الشاعر الكبير
آثار قديمة في سوريا
كشفت الحفريات الأثرية التي يقوم بها العلامة الأثري الفرنسي أندريه بييرو في سوريا على مقربة من بلدة أبي كمال عن آثار هامة ترجع إلى نحو ثلاثة آلاف عام قبل المسيح، وتدل على أن حضارة زاهرة قامت في ذلك العهد في تلك الانحناء، وتدل النصوص والنقوش التي عثر عليها أن هذه المنطقة كانت منزل الحيثيين الذين استطاعوا أن يقاوموا طويلاً غزوات البابليين والمصريين، أما الآثار المكتشفة فهي عبارة عن بقايا قصر تبدو منه مراكزه الوسطى، ويلوح أنه كان مقراً ملوكياً، وملاذاً للكبراء ومركزاً لبعض