قال اللقيط: هما المراقبتان، وأنت أفليست هذه التي معك مراقبة؟
قال الطفل: ما معنى مراقبة؟ هذه ماما؟
قال الآخر: فما معنى ماما؟ هذه مراقبة
قال الطفل: وكلكم أهل دار واحدة؟
قال: نحن في الملجأ، ومتى كبرنا أخذونا إلى دُورنا
فقال الطفل: وهل تبكي في الملجأ إذا أردت شيئاً ليعطوك؛ ثم تغضب إذا أعطوك ليزيدوك، وهل يُسكتونك بالقرش والحلوى والقُبلة على هذا الخد وعلى هذا الخد؟ إن كان هذا فأنا أذهب معكم إلى الملجأ، فان أبي قد ضربني اليوم، وقد أمر (ماما) أن لا تعطيني شيئاً إذا بكيت، ولا تزيدني إذا غضبت، ولا. . . . . . . . . . . . . . .
وهنا صاحت المراقبة الصغيرة: تعال يا رقم عشرة. . . .
فلوى اللقيط المسكينُ وجهه، وانصاع وأدبر
) ومشى الأطفال بوجوه يتيمة، يقرأ من يقرأ فيها أنها مستسلمة، مستكينة، معترفة أن لا حق لها في شيء من هذا العالم إلا الإحسان البخس القليل). . . .