للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في الامتحان من الطلبة، وسيوزع قريباً في احتفال يخطب هو فيه الخ

وأما من حيث المحكمة فقد سمعت أنه يأتي الساعة واحدة فيحل المشاكل ويفصل الدعاوي المتراكمة. وينقلون عنه حكايات لطيفة في بيان الحيل وكشف الدسائس

ذكرت له: أن غرضي الأول تلقي الحكمة منه في أوقات الفراغ؛ فسر لذلك وعهد إلي أن أجيء لبيته صباح يوم الجمعة (نهار غد) وأنه يأخذني حيث يذهب

فإنني أن أكتب لكم عند ذكر التربية أنه قال للسيد جمال الدين (الأفغاني) عند ما كانا في فرنسا، دعنا من السياسة ولنختر لنا مكانا مهملا لا اعتبار له في نظر الحكام (أو ما معناه) ونعلم به ونربي بعض الأولاد، فلا تمضي عشر سنسن إلا ويبرع منهم جماعة على رأينا يقلدوننا في ترك أوطانهم والهجرة في نشر العلم والدين فنرسلهم للجهات، وأن السيد (الأفغاني) أبى عليه هذا وقال له: أنت مثبط فلم يكن مندوحة عن الانصياع له. وقال: لو أن السيد ترك السياسة والتفت إلى التعليم لأصلح إصلاحا عظيماً

ذكرت له بمناسبة ما شاهدته من طواف الناس بقبر السيد البدوي ولثم أعتابه، فحدثنا أن بعض الوجهاء كان عنده في يوم مولد السيدة زينب وأنه قام ليحضر المولد. فسأله الأستاذ أين تذهب؟ قال: لزيارة السيدة. فقال: لأي شيء خصصت زيارتها بهذا اليوم. قال: لأنه يوم المولد. فقال له: ما هو يوم المولد؟ أنا لا أفهم معنى هذا اللفظ. هل هو عبارة عن يوم تقوم فيه من قبرها وتستقبل الزائرين، وطفق يندد بهذا الأمر. فقال له الرجل إن كثير من العلماء والفضلاء يحضرون هذه الموالد وتهيأ للقيام. فقال الأستاذ: أنا لا أعتبرك وأعتبر هؤلاء الذين تسميهم فضلاء إلا وثنيين، لأن هذه الأعمال أعمال الوثنيين؛ إن كل آيات الكتاب ونصوص السنة تذم هذا (أو ما معنى هذا) بل الفاتحة التي تصححون بها عبادتكم تنهاكم عن هذا وتعده خلاف العقيدة، أنتم في كل ركعة من الصلاة تقولون: (إياك نعبد وإياك نستعين) فكيف تصدقون بهذا وأنتم تطلبون الإعانة من هؤلاء الأموات، أفعالكم متناقضة، لأن قراءتكم الفاتحة له يدل على أنهم محتاجون إليكم بهذا العمل الذي تهدونه لهم ليكون في ثواب أعمالهم ثم تطلبون منهم الحوائج الخ

أهل مصر عموماً لاسيما العلماء الوجهاء وأركان الحزب الوطني يلعنون أبا فلان في المجالس ويكفرونه، ويقولون إنه هادم لأساس الدولة وإنه موقع الفتنة بين السلطان

<<  <  ج:
ص:  >  >>