عظيما عند الكبراء والوجهاء من أهل العلم وأهل الدنيا: ما تكلمت أمام أحد إلا اعتبرني اعتباراً زائداً. وقد تبين لي صحة قول من كان يقول لي: إنك ضائع في بلادك ولو كان في الوقت سعة لأخبرتك بما يسرك جداً من التفصيل
أخبرنا الأستاذ (الإمام) أيضاً أنه كان شرع في تأليف رسالة في التوحيد منذ كان في بيروت، وانه سيتمها ويقرؤها درساً في الأزهر في أول السنة الآتية، ويقرأ كتاب السيرة المعهود أيضاً إذ قراءته تدعو إلى إتمامه
وقال بمناسبة صعوبة التآليف المهمة في العربية - إن بعض الكتب التاريخية وغيرها ربما لا يوجد فيه من العبارات المفيدة إلا عبارة واحد أو اثنتان والباقي لا أهمية له. فاستخراج المفيد صعب، ومثل مثلاً فقال: إذا أردنا أن نكتب في تاريخ علم الكلام فمن أين نستفيد: كيف كان هذا العلم في عصر الصحابة ومن بعدهم؟ وكيف اعتزل واصل بن عطاء مجلس الحسن البصري؟ ومن أين جاءه ذلك الفكر في المخالفة؟ وهل كان غيره على رأيه؟ وما الذي حمل أبا الحسن الأشعري على القول بأن الوجود عين الموجود مثلا؟ وما غرضه من ذلك؟ ومتى دخلت الفلسفة ونحوها من الفنون في هذا العلم؟ وما غرض العلماء من جعل الفلسفة تدخل على العقول مع عقائد الدين في وقت واحد؟ مسائل لم يشرحها أحد من علماء الإسلام. وقال: إن لعلماء الإفرنج ومؤرخيهم كلاماً في الدين الإسلامي لم يهتد له أحد من المسلمين، وذكر لنا بعض تلك الكتب ومؤلفيها وكيفية أبحاثها
وقال: إن الأمم تتقدم إلى الأمام ونحن نرى من سعادتنا في تقدم الأمة أن ترجع للوراء تسعمائة سنة. وأن تكون كتبنا وتعاليمنا كما كانت منذ تسعمائة سنة
وذكر في معرض الانتقاد ابن عابدين وانتقد عليه وقال: كان يمكن جعل الكتاب مجلدين بذكر ما يفيد والسكوت عما لا يفيد، وذكر الإحياء وأنه ينبغي اختصاره، وأنه رأى له مختصراً في مجلدين في المكتبة الخديوية مدحه كثيراً، ولولا أنه مخروم لسعى في نشره، وقد تعجبت لرضائه عنه رضاءً تاماً، ولعله لا يعجبه غير كذلك
أما سيرة الأستاذ (الإمام) في مصر فكلٌ يعلم أن بيده زمام الأزهر، وأنه هو الساعي في انتظامه. وشيخ الإسلام فمن دونه تبع له، وفي إنشاء الرواق الجديد الذي أنشأه الخديو ويسمى بالرواق العباسي وهو حسن جداً، وقد سعى بمبلغ من النقود ليوزع على النابغين