للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على موضع الصنع فيها، وموقع الانتفاع بها، كالفهد والكلب وسائر الضواري، والبازي والشاهين وسائر الجوارح كلما يحويه من ذلك لنا كاسب وعلينا كادح، وبمصلحتنا عائد؛ نستوزعه جل جلاله الشكر على ما منحناه من هذه الموهبة، وفضلنا به من هذه المكرمة، وفوائد قسمه؛ ونرغب إليه جل جلاله في العون على طاعته، ومقابلة إحسانه باستحقاقه. وصلى الله على محمد نبيه الصادق الأمين، البشير النذير، وعلى آله الطيبين الأخيار وسلم تسليما، وعلى الأئمة من ولد الحسين بن علي بن أبي طالب حتى تنتهي إلى العزيز بالله أمير المؤمنين فتشمله ونسله إلى يوم الدين

إن للصيد فوائد جمة، وملاذ ممتعة، ومحاسن بينة، وخصائص في ظلف النفس ونزاهتها وجلالة المكاسب وطيبها كثيرة؛ فيه يستفاد النشاط والأريحية، والمنافع الظاهرة والباطنة والمران والرياضة، والخفوف والحركة، وانبعاث الشهوة واتساع الخطوة، وخفة الركاب، وأمن من الأوصاب؛ مع ما فيه من الآداب البارعة، والأمثال السائرة، ومسائل الفقه الدقيقة، والأخبار المأثورة ما نحن مجتهدون في شرحه وتلخيصه، وتفصيله وتبويبه في هذا الكتاب المترجم بكتاب (البَيزرة) على مبلغ حفظنا، ومنتهى وسعنا، وبحسب ما يحضرنا، وينتظم لنا اتباعاً فيما لا يجوز الابتداع فيه، وابتداعاً فيما أغفله من تقدمنا ممن يدعيه، ونحن مقدمون ذكر الأبواب التي تشتمل على ذلك ليتأتى كل باب منها في معناه، وبالله الحول والقوة، ومنه عز وجل التوفيق والمعونة

(باب) من كانت له رغبة في الصيد وعنده شيء من آلته من الأنبياء صلوات الله عليهم، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الأشراف

(باب) تمرين الخيل بالصيد والضراءة، وجرأة الفارس على ركوبها باقتحام العقاب، وتسنّم الهضاب، والحدور والانصباب

(باب) ما قيل في طرد كل صنف من وحش وطير

(باب) فضائل الصيد، وأنه لا يكاد يحب الصيد ويؤثره إلا رجلان متباينان في الحال، متقاربان في علو الهمة: إما ملك ذو ثروة، أو زاهد ذو قناعة، وكلاهما يرمي إليه من طريق الهمة إما لما تداوله الملوك من الطلب وحب الغلبة الخ. . . والفقير الزاهد لظلف نفسه عن دنيء المكاسب، ورغبتها الخ، فمن هذه الطبقة من يقتات من صيده ما يكفيه،

<<  <  ج:
ص:  >  >>