فأنتصب البائع واقفا في رجفة تناثر معها بعض سميذه ونقوده وحاول أن يهرب ولكن سفروت أوقفه وأعاد عليه السؤال فأنكر واشتد في الإنكار وقال إن اسمه محمود وانه لا يعرف ما راس البر ولا من هو سفروت، ورأى الحاوي إن حديثهما وهياج محدثه قد يجمعان عليهما المارة فاخذ البائع إلى حارة باب المسرح الخلفي وهدأ خاطره وأكد انه لا يضمر له كرها ولا ينوي شراً وان كل ما به إنما هي رغبة شديدة في أن يعرف السبب الذي حدا به إلى فعلته الشاذة.
وبعد لأي اعترف البائع بأنه هو بولص ورضي أن يدخل مع الحاوي إلى غرفته الخاصة بالملهى حيث حدثه بخبيئة أمره. قال سفروت فيما تحدث به لبولص:
- طيب يعني مالئتش إلا صندوقي تختفي منه! ما كنت تسيبها وتمشي من غير شوشرة وفضيحة؟
قال بولص:
- ما جدرتش أبداً يا أخي. فكرة الهروب منها دي ما جاتش في دماغي إلا في راس البر، يظهر أنها زي اللي خمنت باللي في نيتي فكانت دائما في رجليهما تسيبيش ١٠ دجايج لما طهجتني وجطعتني العشم. تعرف بعد ما نزلت بالصندوق وبعته لك فاضي! أنا طرت على الفلوكة اللي كانت تستناني فوج عند الطابية أخذتها ورحت على دمياط ومن دمياط ببجور الفجر على مصر.
- يعني كنت بتكرهها للدرجة دي؟
- اكرهها؟ أنت متعرفشي جدا إيه يمكن الواحد يكره مراته ياسي سفروت، يكرهها ويكفر منها وينجن كمان. يا أخي أجول لها ياحنينة أنا في عرضك طلجيني. أبوس مركوبك يا حنينة تسيبيني. أعطيك ٥٠٠ جنيه. أعطيك ألف جنيه. مفيش فايدة، يمكن أنت متصدجشي ياسي سفروت لكن أنا كنت راجل غني، أنا كنت بتاجر في ٢٠٠٠ جنيه وكان عندي بيت كويس وعشر فدادين طين ملح وده كله سبته لها. اعمل إيه! مفيش طلاج عندنا ياسي سفروت زي ما عندكم، هجيت وبعت سوداني وجصب وسميط واستحملت اجلام الشاويش وشخطه وعشت في أوده بريال في بولاج، كل ده عشان اهرب من وشها. جيت أغير ديني