وأبجه مسلم مطجشي، ما هانش عليه ديني يا سي سفروت. دين الواحد زي ولده.
ولاحظ سفروت ان توتر أعصاب محدثه بلغ اشده ولاحظ دماً قرمزيا يترقرق في وجه الرجل الذي صبغته الشمس والقذارة بلون غرين النيل فحاول ان يهدئه ويواسيه ولكن بولص اندفع يقول:
_ دي ربت لي وجع الجلب والله يا سي سفروت. أنا كل مفتكر المره دي جلبي زي اللي يُجَفْ. لا ولأدهى من كده انها لسه بتعتش عني! الأنكت من كده إنها لا عاوزة فلوس ولا طين عاوزاني أنا بس.
_ يمكن بتحبك يا بولص.
_ بتحبني!! لأ. لأ. دا مش عبارة حب دا جنون. دي تكرهني زي العمى يا سي سفروت.
وانتهى حديث الرجلين بعد وقت فخرج بولص يبيع سميذه وذهب سفروت إلى مسرحه وهو يعجب لأمر الرجل.
وبعد بضعة أيام بينما سفروت يعد عدته للظهور على المسرح إذ دخل عليه بولص وبعينيه بريق الجنون الذي يكون به في ساعات هياجه، فلما رحب به الحاوي أظهر القبطي خشونة وجفاء كأنما هو يضمر عداء وشرا فسكت سفروت وقتا حتى تحدث بولص:
_ أنت فتنت عليّ؟
_ فتنت إيه؟!
_ أيوه أنت فتننت عليّ. أنت اللي بلغت عني للبوليس.
_ إزاي افتن عليك يا معلم؟! هو أنا لي صالح في كده؟ وحتى لو كان هو أنا راجل خسيس للدرجة دي؟ عيب ده يا معلم بولص متكلمشي كلام زي ده.
وقام بولص بعنف فأمسك بتلابيب الحاوي الذي ملكه الخوف والدهشة وصاح به قائلا:
- أنت مجوز؟ احلف لي بالطلاج انك مبلغتش البوليس.
ولم ير الحاوي بداً من القسم بالطلاق ثلاثا انه لم يفعل شيئا من هذا فهدأ بولص واعتذر ثم شرح ما حدث له قال.
- لما روحت امبارح جالت لي الولية جارتي أم شحاتة إن واحد شاويش جه يسأل عني في النهار مرتين. أول مرة جه لوحده وأم شحاتة جالت له إن مفيش ساكن اسمه بولص هنا.