للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن أعضاء هذا المجلس أوليسيز العظيم ملك إيتاكا، وأجاكس بطل الأبطال وفارس كل نزال، ونسطور أحكم من أشار بخطة في معمعان، وديوميديز المحارب الصنديد. . . إلى آخر هذه العصبة المختارة من جيرة الأولمب، والسادة النجب من فرسان هيلاس

اختير أجاممنون إذن لأنه شقيق منالايوس وممثله في هذه الحرب، ثم لأنه أكبر أعضاء المجلس الحربي سناً، وهو هو ذاك أحد شجعان هيلاس المعدودين

انتظمت صفوف الجند، وأخذوا في مران عنيف أياماً معدودات، ركبوا بعدها في سفائن أسطولهم العظيم، وظلوا ينتظرون إذن القائد الأعلى، أمير البر والبحر، بالإقلاع، فتجري بهم الجواري المنشآت في موج كالجبال. . . إلى. . . طروادة!. . . يحملون إليها المنايا الصفز، والغوائل السود، في شفار المشرفيات البيض!

ولكن أمير البحر والبر لم يأذن لهم بالإقلاع. . .

ذلك أن بعض أعضاء المجلس الحربي أشار بوجوب إستيحاء الآلهة عما إذا كانت حملتهم العظيمة هذه قد كتب لها الظفر والانتصار، أم الهزيمة والانكسار؟ ليكونوا من أمرهم على بينة، وليكونوا أيضاً قد استخاروا أربابهم فتخير لهم، واستشاروها فتخلص لهم المشورة، ويمضون بعد ذلك على بركتها وفي حراستها

وارتقبوا نبوءة الآلهة بقلوب فارغة، ونفوس مبتهلة. . . ومضت أيام. . .

ثم رأوا إلى كاهن المعبد يدلف نحوهم في هدأة فجر صامت، فشخصت أبصارهم، وظنوا فيه الظنون

وجلس الكاهن المسن يقلب في القادة عينيه الكبيرتين، وصمت لحظة ثم قال: (أين ابن بليوس أيها الملأ. . .؟)

ونظر القادة بعضهم إلى بعض ولم يحيروا. . .

فقال الكاهن: (ابن بليوس رب الأعماق، من زوجته ذيتيس! أليس فيكم أخيل؟!. . .)

فأجاب أجاممنون: (ومن أخيل أيها الأب المقدس؟!)

فقال الكاهن: (هو ابن ذيتيس التي قالت فيها ربات الأقدار إنها تلد غلاماً يكسف مجده مجد أبيه. . . ابحثوا عنه، فلن تفتح طروادة إلا على يديه. . . لن ينفعكم أن تذهبوا بدونه. . . هكذا قالت الآلهة. . .)

<<  <  ج:
ص:  >  >>