للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على الأوبرا، وليست الأوبرا مصرية، ولا التمثيل فيها بلغتنا، ولعل مصر هي الدولة الوحيدة التي تبنى داراً للأوبرا لتستقدم إليها فرقاً من أمم شتى تمثل بلغاتها ويضمن لها الربح، وإن كان أبناء البلاد لا يذهبون إليها ولا يشهدون ما يمثل على ملعبها. وهو تكلف شديد انفرادنا به، ولا غاية منه إلا أن تجد السياح حين يفدون داراً للأوبرا، عامرة بمثل ما ألقوه في ديارهم، ولو أن هذه الأوبرا كانت مصرية والتمثيل فيها كذلك، لكان هذا أبعث على سرور السياح، لأنهم لا يجيئون إلى بلادنا ليروا فيها ما يرون في بلادهم، بل ليطلعوا على ما عندنا نحن، مما لعنا تميزّنا به وخالفناهم فيه، ولو وثقوا أن ما عندنا ليس إلا صورة لما تركوه لما جشموا أنفسهم عناء السفر ومشقات الرحلة ونفقاتها. وليت الفرق التي نبذل لها المال لنفاخر بها من الطراز الأول! والغريب بعد ذلك أن الفرق المصرية كانت تذاد عن دار الأوبرا إلا في الندرة القليلة والفلتات المفرده. وهذا حال يجب أن يقلب ليعتدل، وعار ينبغي أن يغسل عنا، ومهزلة يجب أن تقصر الحكومة عنها، وإلا صح فينا بعد ألف سنة أننا أمة تضحك من جهلها الأمم.

إبراهيم عبد القادر المازني

<<  <  ج:
ص:  >  >>