لم يكن الغزيري قد وقف على نهاية كتابه. وهذا وقد كتب ابن ميسر المصري المتوفى سنة ٦٧٧هـ ذيلاً لتاريخ المسبحي، يبدأ فيه من حيث انتهى المسبحي، وسماه (أخبار مصر)، وانتهى الينا منه قسم يبدأ في سنة ٤٣٩هـ وينتهي سنة ٥٥٣هـ، وهذا الذيل هو الذي أشار إليه صاحب كشف الظنون فيما تقدم
هذا وقد كان المسبحي شاعراً رقيقاً وله شعر جيد نقل إلينا ابن خلكان شيئاً منه، ومن قوله يرثي أم ولده:
ألا في سبيل الله قلب تقطعا ... وفادحة لم تبق للعين مدمعا
أصبراً وقد حل الثرى من أوده ... فلله هم ما أشد وأوجعا
فيا ليتني للموت وقد قبلها ... وإلا فليت الموت أذهبنا معاً
وقوله من قصيدة يرثى بها والده:
بأبي فجعت فأي ثكل مثله ... ثكل الأبوة في الشباب أليم
قد كنت أجزع أن يلم به الردى ... أو يعتريه من الزمان هموم
وقد رأينا أن المسبحي كتب فيما كتب كتاب (التلويح والتصريح في معاني الشعر وغيره) مما يدل على انه كان راسخ القدم في فنون الشعر رسوخه في النثر