وصرت أصحب قوماً لا أشاكلهم ... والوحوش تانس عند المحل بالناس
وأخبرني مخبر عن أبي العباس الخ ... عن المعتصم أنه أوغل
يوماً في الصيد وحده، فبصر بقاض يصيد ظباءً فاستدناه وقال حدثني أعجب ما رأيت في صيدك، فقال:
خربقت المشارع التي تردها الظباء، فلما شمت الخريق صدرت عطاشاً، ثم عادت من غد فانصرفت أيضاً عطاشاً، ثم عادت في اليوم الثالث بأجمعها، فلما جهدها العطش رفعت رؤوسها إلى السماء فأتاها الغيث فما انصرفت حتى رويت وخاضت في الماء.
وذكرت العلماء بطبائع الحيوان أن الوحش ربما انحازت إلى العمران عن مواضعها من الجبال والبر الذي يتصل بفصل الشتاء، فيستدل برده وثلجه لأنها تحس في الجبال بتغير الهواء وبرد شديد، فتستدل بذلك على ما بعده من قوة البرد وتخاف الهلاك فتلجأ إلى العمارة.
(باب) من كان مستهتراً بالصيد من الأشراف: إسماعيل غبن إبراهيم الخ. . وحمزة بن عبد المطلب الخ. . ومن خلفاء بني العباس الخ. . الخ. . (وهو باب طويل حافل بالأخبار الممتعة، والأشعار المستملحة).
(باب) صفة البواشق وذكر ألوانها وشياتها وأوزانها وصفة الفاره منها: فالأحمر الأسود الظهر جيد صبور على الكد، والأحمر الظهر والبطن رخو ماله جلد الخ. . .
وأكثر ما رأيناه من أوزانها مائة وثلاثون درهماً، وأقله خمسة وتسعون الخ. . .
(باب) في ضراءة الباشق وفراهته وما يصيد من الطرائد المعجزة التي هي من صيد البازي وذكر علاجات البواشق وعللها وما خلص منها من العلل ونجب، وذكر القرنصة وذكر ما عاش عندي منها بالقاهرة حرسها الله، وذكر ما يحتاج إليه في القرصنة من الخدمة، وذكر السبب الذي استحقت به التقدمة على البزاة إذا كان مؤلفو الكتب يقدمون البازي على سائر الجوارح.
(فصل) صفة ضراءة الباشق وهو وحشي، يحتاج الباشق إلى أن يكون على يد رقيق من البيازرة يعرف ما يعمل هو، وهو أن يخيط عينه إلى أن يكلب على الطعم ومقدار ذلك سبعة أيام الخ. . . فإذا كلب كلباً تاماً على الطعم فأفتحه وأطعمه الخ. . . فإذا لم يبق عليك