للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بين أبنها وبين الحملة على طرواده التي كانت الصيحة لها تجوب آفاق هيلاس في تلك الآونة. . .

وجلست تفكر. . .

وبدالها أن ترسل بأخيل حيث يحل ضيفاً على ليقوميدس ملك سيروس الكريم المضياف، وان تنتحل الأعذار الواهية، فتعرض على الملك أن يسمح لولده بالتنكر، بأن يصفَّف طرته ويرسل غدائره، ويزجج عينيه وحاجبيه، ويصبغ خذيه وشفتيه ويضفي عليه من وشي العرئس، وأفواف الاناث، وحِبَرَ القيان الغيد، ما يبدو به كأنه واحدة من بنات الملك أو إحدى سراريه! تحسب المسكينة أنها تعفيه مما قدر له، وأينما كان يدركه القتل، ولو كان في برج مشيد!!.

واشتد طلب الإغريق لأخيل، ولبث الأسطول الضخم يرقب مجيئه في كل لحظةٍ عدة أيام، وخشى اجاممنون إن هو أقلع بالفلك، ورسا عند شطئان طرواده أن ترسل الآلهة ريحاً صرصراً تسخرها عليه فتأتي على أسطوله، أو يظل تحت أسوار أعدائه مرابطاً أبداً، لا يتقدّم. . . ولا يتأخر؛ وتكون إقامته ثمة بالهزيمة أشبه، وإلى الانخذال أقرب. فأخذ يبعث الرسول يتلو الرسول للبحث عن أخيل، الذي أنبأت الآلهة أن فتح طرواده مستحيل بدونه؛ ولكن عبثاً حاول أحد من الرسل العثور بأخيل أو بظل أخيل؛ بل كانوا يعودون جميعاً وهم يتعثرون في أذيال الخيبة، ويلملمون أطراف الفشل!.

وهنا، نهض البطل الملك، أوليسيز، فتى إيتاكا، وندب نفسه للبحث عن أخيل، وأقسم لا يعودن إلا به!.

ومع أن بعض القادة من أعضاء المجلس الحربي، أوجس خيفةً من أن يفر أوليسيز، وأن يكون ندبه لنفسه بحجة البحث عن أخيل، إن هو إلا حيلة يريد بها أن يفلت من تبعات الحرب وأهوالها، إلا أن أجا ممنون نفسه، وهو القائد الأعلى للجيوش والأساطيل، قبل أن يذهب أوليسيز كيما يقص أثر أخيل، بعد أن أخذ عليه (يميناً على حَدَّ الحسام المهنّد!).

استطاع اوليسيز أن ينفذ إلى مملكة بليوز في أعماق المحيط واستطاع أيضاً أن يختلط بالخدم والخول وحاشية القصر، وأمكنه أن يستدرج بعض الأمراء المقربين من رجال الأسرة المالكة فيعلم منهم أين يختبي أخيل، وكيف يمارس حياة العذارى في بلاط

<<  <  ج:
ص:  >  >>