إنه هو نفسه لا يستطيع أن يلاعب السيف كما تلاعبه هذه الفتاة!.
وإن فتاة تغازل السيف هكذا، لا يستطيع عشرة آلاف فارس أن يقفوا في وجهها؛ إذا جمعتهم وإياها حلبَةٌ للوغى!.
إنها تأخذ على الهواء مسلكه، فالهواء نفسه ذبيح هذه الضربات القاسيات!
وانقشع الشك من نفس أوليسيز، وأيقن أنه أمام البطل المنشود، فصاح بصوته الجهوري، وكأن الرعد ينبري من بين شدقيه:
(أخيل!. . . . . . . . .).
وكأن كل ما في الأرض والسماء راح يردد صيحة أوليسيز:
(أخيل. . . أخيل. . . أخيل. . .).
ووقف أخيل لحظة جامداً، شارد اللب، زائغ العينين، كأنه مستيقظ من حلم كريه مفزع؛ ثم ما هو إلا أن نثر لثامه ومزق الغلالة الحريرية التي تحبس جسمه العظيم في سجن امرأة، وصاح بأوليسيز وقد بدا في بُرْد الأسد.
(أنا هو. . . أنا أخيل. . . فمرحى يا رجل!).
- (أنت هو. . . .؟!)
- (أجل. . . أخيل بن بليوز. . . أبي إله عظيم وأمي بنت إله عظيم، فلبيك وسعديك!)
- (وأنت مختبئ هنا في خدور النساء خشية الحرب التي احتشد لها قومك دفاعاً عن الوطن؟)
- (أية حرب يا رجل؟)
- (بين هيلاس وبين طرواده!)
- (ومن أثارها؟)
- (لقد سرق باريس بن بريام، هيلين ملكة أسباطة)
- (سرقها؟ ولم لم تقتله الفاجرة؟)
- (فرَّت معه، ولم يُعنها أن تلقي شرف هيلاس في الوحل)
- (ولم لم تذهب أنت إلى الصفوف، ويبدو لي أنك محارب كبير؟)
- (بل أقبلت من الصفوف لا بحث عنك!!)