(إعراب ثلاثين سورة لأبن خالوية) والمجلدات الثلاثة الأخيرة من (التاريخ المنتظم) لأبن الجوزي، و (المؤتلف والمختلف) للآمدي، وكتاب (نجاة البصرة) للسيرافي، و (الجماهر في معرفة الجواهر) لأبي الرَّيحْان البيروني، إلى غير ذلك مما يطبعه من كتبنا في الهند ومصر والشام والجزائر وأوربا.
وبعد هذا ألا نرى من الواجب أن نرسل من هذه الأقطار العربية تحيتنا إلى هذا العالم العامل الكامل في الديار الغربية، وندعو بطول بقائه ليخدمنا بعقله ونبوغه، وندعو أن يهيئ الله لأمتنا أمثلة من العلماء العاملين.
محمد كرد علي
كتاب الذخيرة لأبن بسام
تألفت أخيراً برياسة العلامة المستشرق الفرنسي الأستاذ ليفي بروفنسال لجنة من أفضل المستشرقين لتعني بإخراج أثر إسلامي أندلسي ضخم هو كتاب:(الذخيرة في التعريف بمحاسن أهل الجزيرة) لابن بسام، وهو من أكابر أدباء الأندلس في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس الهجري. ولم يكن موجوداً ولا معروفاً قبل بضعة أعوام من كتاب ابن بسام غير أجراء أو نسخ ناقصة، ولكن الأستاذ ليفي بروفنسال، وهو من خيرة المستشرقين الذين وقفوا على استقصاء تاريخ الأندلس المسلمة وآدابها وحضارتها، لبث يبحث وينقب أعواماً طويلة في خفايا المكاتب المغربية حتى ظفر بنسخة حسنة كاملة من كتاب:(الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة)؛ وساعده على ذلك وجوده بالمغرب الأقصى، مدى أعوام طويلة، مديراً لمعهد المباحث الإسلامية في رباط الفتح (مراكش)، وتجوله الدائم في أنحاء مراكش والجزائر، وتمكنه من معرفة الآثار والمخطوطات الأندلسية؛ وهو صاحب القسم الثاني من فهرس المكتبة العربية في الأسكوريال، وله عن أسبانيا المسلمة مؤلفات عديدة. منها:(أسبانيا في القرن العاشر) و (النقوش الإسلامية في أسبانيا المسلمة) و (وثائق جديدة عن تاريخ الموحدين) و (وصف لمدينة سبتة في القرن الخامس عشر) الخ. وقد طبع كتاب دوزي عن الأندلس طبعه جديدة منظمة منقحة؛ وكتاب الذخيرة الذي يعني الآن بإخراجه، أثر أدبي تاريخي ضخم ينقسم إلى أربعة أقسام: الأول خاص بقرطبة